قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة: “إنّ زمن التطبيع والتهويل انتهى، وزمن الأمركة في هذه المنطقة يتساقط بسرعة، والشرق الأوسط ملك لشعوبه وليس للأنظمة التي تصرّ على الخضوع لواشنطن المهزومة، ووحدة الساحات الأمريكية وتمويلُها في كل من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان انتهى بأسوأ خسارة على الأرض، والحرب بمعناها الاستراتيجي انتهت، والآن نحن في زمن الحرب التكتيكية أي لعبة تحسين الوضعيات فقط. ولبنان والمنطقة يعيشون لحظة تاريخ جديد لصالح دولنا ومنطقتنا”.
وأكّد قبلان أن “التوجه نحو مكّة للصلاة معناه أن لا نتوجه بالعلوم والتقنية والصناعة والطب وغيرها إلى أوروبا أو أم ريكا بل أن تكون بلادنا عواصم منبع العلم والإمكانات، القادرة على تطويع الطبيعة والعلوم من أجل الإنسان، وطالما أن الصلاة دليل الريادة العميقة يجب أن تكون عقول المسلمين دليل أكبر للإمكانات العميقة التي تليق بأفضل دين ومؤمنين على مستوى العالم”.
وقال قبلان للحكومة: “لا نريد نحر لبنان بمليار يورو مسمومة، وأوروبا شريكة واشنطن بالخراب في سوريا وبالحصار المضروب على لبنان، ويجب أن يأكلها النزوح كما يأكل لبنان. وأحذّر أصحاب الشأن من لعبة الحارس الأمني والسياسي لأوروبا. إن قضية النزوح بحاجة ماسة إلى حسم، وترف الوقت انتهى، ونحن الآن أمام بلد مهدد بديمغرافيته واستقراره ووضعه الأمني والاقتصادي ولقمة عيشه”.
وتوجه بالقول إلى الشعوب العربية: “بئس العرب التي لا تنهض لنصرة الضمير الإنساني في غزة وإغاثة نسائها وأطفالها، وبئس الشعوب والجامعات العربية التي تشاهد طلاب أهم الجامعات الأمريكية وبعض الجامعات الأوروبية التي تتظاهر من أجل غزة والضمير الإنساني فيما شعوب وطلاب العرب كأنهم أموات. فمتى تنهض العرب! أم أن التطبيع المذل كتم أنفاسها”!