أعلن لبنان الحداد الرسمي على وفاة البابا فرنسيس لمدة 3 أيام ابتداءً من اليوم الإثنين وحتى بعد غد الأربعاء.
وتم تنكيس العلم في القصر الجمهوري في بعبدا. وشهدت وفاة بابا الفاتيكان نعياً عربيًا دولياً واسعاً، عبّر من خلاله قادة وزعماء دوليون عن حزنهم، مشيرين إلى أن البابا كان صوت المحبة والسلام.
الرئيس اللبناني: نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي
عربياً أيضاً، نعى الرئيس اللبناني جوزاف عون البابا فرنسيس، معتبرا أن لبنان خسر برحيله “صديقا عزيزا ونصيرا قويا”. وقال عون في بيان “إننا في لبنان، وطن التنوع، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي”، معتبرا أنه حمل “لبنان في قلبه وصلواته، ولطالما دعا العالم إلى مساندة لبنان في محنته، ولن ننسى أبدا دعواته المتكررة لحماية لبنان والحفاظ على هويته وتنوعه”. ورأى في رحيله “خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتا قويا للعدالة والسلام، ونصيرا للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات.
الرئيس المصري
وفي السياق، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن وفاة البابا فرنسيس تمثل “خسارة جسيمة للعالم أجمع إذ كان صوتاً للسلام والمحبة والرحمة”. وقدم السيسي تعازيه مشددا على ان رأس الكنيسة الكاثوليكية كان “شخصية عالمية استثنائية، كرّس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان، وبناء جسور الحوار بين الشعوب، كما كان مناصراً للقضية الفلسطينية، مدافعاً عن الحقوق المشروعة، وداعياً إلى إنهاء الصراعات وتحقيق سلام عادل ودائم”.
الرئيس الفلسطيني: البابا فرنسيس كان صديقاً مخلصاً للشعب الفلسطيني
عربياً، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن البابا فرنسيس كان “صديقا مخلصا للشعب الفلسطيني” على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا). وقال عباس في بيان نشرته (وفا) أن البا با كان “مدافعا قويا عن قيم السلام والمحبة والإيمان في العالم أجمع … اعترف بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني في حاضرة الفاتيكان” مقدما تعازيه بوفاته.
جامعة الدول العربية
كما نعى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية البابا وقال إنه “كان صوتاً فريداً للإنسانية والضمير في زمن اختار فيه الكثيرون أن يعطوا ظهورهم لهذه القيم”.
وقالت الأمانة العامة في بيان “مواقف البابا الشجاعة، والتي انحازت للسلام والتعايش، ستبقى نموذجاً على سماحة الأديان ودورها المهم في التقريب بين الشعوب”.
الأزهر
ونعى شيخ الأزهر في مصر أحمد الطيب بابا الفاتيكان، مؤكداً أنه أخوه في الإنسانية وصاحب آراء “أظهرت إنصافًا وإنسانية، وبخاصة تجاه العدوان على غزة والتصدي للإسلاموفوبيا المقيتة”. جاء ذلك في بيان لشيخ الأزهر، الذي تجمعه علاقة وثيقة ببابا الفاتيكان منذ سنوات، عقب إعلان الكنيسة الكاثوليكية وفاته.
وقال الطيب إنه ينعى أخاه في الإنسانية، “قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي وافتْه المنية اليوم الاثنين، بعد رحلة حياة سخَّرها في العمل من أجل الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة”. وأضاف أن “البابا فرنسيس كان رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، لم يدخر جهدًا في خدمة رسالة الإنسانية”.
وتابع أن “العلاقة بين الأزهر والفاتيكان تطورات في عهده؛ بدءًا من حضور قداسته لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017، مرورًا بتوقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019، التي لم تكن لتخرج للعالم لولا النية الصادقة، رغم ما أحاط بها من تحدياتٍ وصعوباتٍ”.
حماس
من جانبها، تقدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بـ”أحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وإلى عموم المسيحيين، في وفاة البابا فرنسيس، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة في خدمة القيم الإنسانية والدينية”. وقالت حماس: “لقد كانت للبابا الراحل فرنسيس مواقف مشهودة في تعزيز قيم الحوار بين الأديان، وفي الدعوة إلى التفاهم والسلام بين الشعوب، ونبذ الكراهية والعنصرية، حيث عبّر في أكثر من مناسبة عن رفضه للعدوان والحروب في العالم، وكان من الأصوات الدينية البارزة التي نددت بجرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.
وختم البيان بالقول: “إننا في حركة حماس، وإذ نثمّن مواقفه الأخلاقية والإنسانية، نؤكد على أهمية مواصلة الجهود المشتركة بين أصحاب الرسالات السماوية والضمائر الحيّة في مواجهة الظلم والاستعمار، ونصرة قضايا العدالة والحرية وحقوق الشعوب المظلومة”.
حزب الله للبنانيين: استلهموا من روحه الحكمة والقوة لمواجهة التحديات
تقدّّم “حزب الله” من “دولة الفاتيكان ومن أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم وعموم المسيحيين، وخاصة إخوتنا المسيحيين في لبنان والسفارة البابوية فيه، بخالص العزاء بوفاة بابا الكنيسة الكاثوليكية، خورخي ماريو بيرغوليو (البابا فرنسيس)، الذي آمن بالسلام ودعا إلى نبذ الحروب، وعمل بإيمان عميق على زرع قيم المحبة والتسامح وبناء الجسور بين الأديان والحضارات والشعوب في سبيل إرساء الحوار والتفاهم والعدالة”.وجاء في بيان النعي: “لقد جسّد البابا فرنسيس، من خلال مواقفه الملهمة، روح الحوار بين الأديان، فكانت لقاءاته البارزة مع المراجع الإسلامية في النجف الأشرف والأزهر الشريف محطات أطلقت شعلة المحبة ورسالة الأخوة الإنسانية.
إن مواقفه الصريحة الداعية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (حتى اللحظة الأخيرة من حياته)، والتنديد بالمجازر التي يتعرّض لها أهلنا في فلسطين، والمطالبة بتقديم المساعدات الإنسانية، واعترافه الرسمي بدولة فلسطين، ونصرته للقضية الفلسطينية، إضافة إلى وقوفه الدائم إلى جانب لبنان في كل المراحل وإدانته للعدوان الإسرائيلي عليه، تُجسّد صدق دعوته والتزامه بالقيم الإنسانية الرافضة للظلم في أي مكان”.
دوليًا
البيت الأبيض: ارقد بسلام
وقدم البيت الأبيض تعازيه بوفاة البابا فرنسيس، وكتبت الرئاسة الأميركية عبر منصة إكس “ارقد بسلام البابا فرنسيس” مرفقة منشورها بصور للحبر الأعظم ملتقيا الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس في مناسبتين منفصلتين.
ماكرون: كان يقف إلى جانب الأكثر ضعفاً
وفي السياق، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمزايا البابا، معتبرا أنه كان رجلا “يقف دائما إلى جانب الأكثر ضعفا وهشاشة”، متوجها بالتعازي إلى “الكاثوليك في العالم بأسره”.
رئيسة وزراء إيطاليا: رحيل رجل عظيم
في الأثناء، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن وفاة البابا فرنسيس خبر حزين للغاية بسبب رحيل رجل عظيم وراع عظيم. وأضافت في بيان “كان لي الشرف أن حظيت بصداقته واستمعت إلى نصائحه وتعاليمه التي لم تتوقف أبدا حتى في أوقات المحنة والم عاناة”. وتابعت قائلة “نودع قداسة البابا بقلب يملأه الحزن”.
رئيس الوزراء الهولندي: كان رجل الشعب
أما رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف فقال إن البابا فرنسيس كان رجل الشعب بكل معنى الكلمة. وأضاف في بيان نشره على موقع إكس “يودع المجتمع الكاثوليكي حول العالم قائدا أدرك القضايا الملحة في عصرنا ولفت الانتباه إليها. كان البابا فرنسيس، بأسلوبه الرصين في الحياة وخدمته وتضامنه، قدوة للكثيرين، الكاثوليك وغير الكاثوليك على حد سواء. نودعه اليوم بتقدير كبير”.
بوتين: زعيم حكيم
من جانبه، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالبابا ووصفه بأنه “زعيم حكيم” و”مدافع مثابر عن القيم العليا للإنسانية والعدالة”. وأضاف بوتين في برقية تعزية نشرت على الموقع الإلكتروني للكرملين “خلال فترة حبريته، ساهم بشكل فعال في تعزيز الحوار بين الكنيستين الروسية الأرثوذكسية والكاثوليكية، وكذلك في التفاعل البناء بين روسيا والكرسي الرسولي”.
رئيسة المفوضية الأوروبية: ناضل من أجل عالم أكثر عدلاً
وفي السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إن جهود البابا فرنسيس في بناء “عالم أكثر عدلا وسل اما ورحمة” ستظل عالقة في الأذهان. وكتبت فون ديرلاين تدوينة على منصة إكس، بعد وقت قصير من إعلان الفاتيكان عن وفاة البابا عن عمر ناهز 88 عاما تقول: “اليوم، ينعى العالم رحيل البابا فرنسيس”. وتابعت: “لقد ألهم الملايين، متجاوزا حدود الكنيسة الكاثوليكية، بتواضعه ومحبته بالغة النقاء لمن هم أقل حظا في الحياة”.
وأضافت “أشاطر كل من يشعرون بهذه الخسارة الكبيرة حزنهم، ولعلهم يجدون العزاء في فكرة أن إرث البابا فرنسيس سيواصل إلهامنا جميعا نحو عالم أكثر عدلا وسلاما ورحمة”.
البرلمان الأوروبي
وقالت روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، إن “ابتسامة البابا فرنسيس الساحرة أسرت قلوب الملايين حول العالم”. وكتبت ميتسولا على منصة إكس تقول: “سيظل بابا الشعب عالقا في الأذهان بحبه للحياة، وأمله في السلام، وإحساسه بالمساواة والعدالة الاجتماعية. فليرحمه الله”.