"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ألهانا "حزب الله" عن غزّة!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 19 نوفمبر 2023

لولا الوحشيّة الإسرائيليّة المتمادية في الحرب على قطاع غزّة، لغابت كوارث الفلسطينيّين ومآسيهم عنّا، لأنّ المخاطر التي رفع “حزب الله” منسوبها ضد لبنان خطفت كل اهتمامنا وجعلتنا نخشى من أن يُلاقي بلدنا وشعبنا المصير نفسه!

لم ألتقِ بأحد ولم اتحدّث مع أحد، وكان مهتمًا بمجريات ما يحصل للفلسطينيّين في غزّة. كان الجميع مهتمين بموضوع واحد لا غير: هل ستتوسّع الحرب ضد لبنان؟

لم يحصل ذلك لأنّه ليس لدينا ما نقوله في ما يفعله الجيش الإسرائيلي في القطاع المنكوب، وليس لأنّ قلوبنا تحجّرت وضمائرنا خمدت وثقافتنا تبخرت، بل لأنّ “حزب الله” دفعنا دفعًا الى إشاحة أنظارنا عن غزّة والتركيز على ما يُحدق بنا من ويلات ومصائب.

وهذا لا ينحصر بجمهور دون آخر، فهو يشمل الجميع، وفي المقدمة هؤلاء الذين يناصرون “حزب الله”، إذ يكفي، على سبيل المثال لا الحصر، الإطلاع على أحدث كلمة ألقاها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اليوم الأحد، لإدراك ذلك، إذ إنّه حاول طمأنة “شعبه” على المصير، بحيث دفع بموضوع “مساندة” غزّة الى درجة متأخرة ليركز على موضوع واحد، وهو أنّ ما يقوم به “حزب الله” ليس سوى دفاع عن النفس، وبطريقة محسوبة، لئلا يمس لبنان الجنون الإسرائيلي الذي نشاهده في غزّة.

بغض النظر عن دقة الحيثيات التي اعتمدها رعد، إلّا أنّه يشي بحقيقة واحدة وجامعة في لبنان، مفادها أنّ الجميع، لولا فائق الإنسانيّة عند البعض هنا وفائض الشعبويّة عند البعض هناك وفائض الإستغلال السياسي عند البعض هنالك، وبفعل الخوف على الذات، لا يكادون يكترثون بما يحصل في غزّة!

عمليًّا، نحن نجهل ماذا قدّم “حزب الله” لغزة في جرّه لبنان الى حافة الهاوية، إذ إنّنا نُدرك أنّه بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، أعاد الولايات المتحدة الأميركيّة، بأقوى ما يمكن الى منطقة طالما توعدوا بتحريرها منها، وذلك من أجل دعم إسرائيل، من دون أن تؤثّر حربه المكلفة للبنانيّين عمومًا وللجنوبيّين خصوصًا، قيد أنملة على مجريات الحرب الإسرائيليّة ضد غزّة، إذ إنّ مسار معاركها، إن سهل أو تعقد، فهو مرتبط حصرًا بقدرات المقاومة الفلسطينيّة الميدانيّة، من جهة وبصراخ الدماء البريئة التي أغضبت الرأي العام على امتداد العالم، من جهة أخرى.

طبعًا لن يوقف “حزب الله” حربه في الجنوب، لأنّه فتح على لبنان وعلى نفسه صراعًا سوف يمتد حتى الى ما بعد مرحلة خمود النار في غزّة، ولكن لا بدّ لنا، ونحن نتلمّس ما نتلمّسه، من أن نتأمّل في ما تعانيه شعوب يتحكم بمصيرها من يخدمون أجندات غريبة، ونرصف على أساسها طريق الغد!

المقال السابق
لقطات تبثها إسرائيل لاثبات صلة "الشفاء" بالرهائن
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية