تسببت الحرب في قطاع غزة بتصاعد الغضب في إسرائيل حيال اليهود المتشددين المعفيين من الخدمة العسكرية في الجيش، كما اكتسب الجدل بشأن إعفاء هؤلاء من الخدمة زخما إضافيا في الأيام الأخيرة بعد خروج تظاهرات داعية نتانياهو للتحرك باسم “العدالة الاجتماعية” ووضع حدّ لهذا الإعفاء، ما دفع الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل إسحق يوسف إلى الخروج عن “صمته” النسبي، والتهديد بمغادرة البلاد في حالة ما تم إجبار طائفته على التجنيد الإجباري.
في وقت استدعى الجيش الإسرائيلي مئات الآلاف من جنود الاحتياط إلى مختلف الجبهات التي فتحها في سياق حربه على غزة، فتح كذلك النقاش من جديد حول قانون إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسك رية.
ولم يتردد الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل إسحاق يوسف في التعليق على هذا الجدل، بل وذهب حتى التهديد، وقال يوم أمس السبت في حديث إلى القناة 12 الإسرائيلية بأنه “في حال أجبر الحريديم على الخدمة العسكرية فإنهم سيغادرون البلاد والكل سيسافر إلى الخارج، ثم أضاف ان “العلمانيين يضعون الدولة على المحك”.
ما دعا من وصفهم “بالعلمانيين” إلى استيعاب انه “بدون التوراة، بدون الكلية، بدون المدرسة الدينية، لن يكون هناك نجاح للجيش” وأن “الجنود ناجحون بالتوراة”.
من جهته، رد زعيم المعارضة يائير لابيد على هذه التصريحات التي أثارت موجة انتقادات واسعة، وقال ان من يرفض “التجنيد لن يحصل على أموال من الدولة”، في حين علق بني غانتس، الوزير في مجلس الحرب بالحكومة الإسرائيلية قائلا “على الجميع المشاركة في الخدمة العسكرية في هذا الوقت العصيب، بمن فيهم الحريديم”.
ويجدر بالذكر أن ملف تجنيد اليهود المتدينين الذي يتفادون الخدمة العسكرية بحجة التفرغ لدارسة التوراة، كان دوما ملفا شائكا داخل المجتمع الإسرائيلي.