"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

الدنماركيون أسعد أطفال العالم.. كيف يربيهم آباؤهم؟

نيوزاليست
الاثنين، 28 أبريل 2025

الدنماركيون أسعد أطفال العالم.. كيف يربيهم آباؤهم؟

تُعرف الدنمارك بأنها واحدة من الدول الرائدة في مجال سعادة ورفاهية شعبها، وهو ما ينعكس بشكل خاص على الأطفال الذين يُعتبرون من أسعد الأطفال في العالم. وقد صنف المنتدى الاقتصادي العالمي أطفال الدنمارك ضمن قائمة الأطفال الأكثر سعادة، لا سيما فيما يتعلق بصحتهم النفسية والجسدية ومهاراتهم الاجتماعية.

وتعود هذه السعادة إلى عدة عوامل، ليس فقط لأن الدنمارك دولة غنية يتمتع شعبها والمقيمون فيها بمستوى معيشة عالٍ، بل أيضاً بسبب أساليب التربية الفريدة التي يتبعها الدنماركيون مع أطفالهم.

ولدراسة أسباب سعادة الأطفال الدنماركيين واستخلاص أساليب تربيتهم، ألّفت الكاتبة الأمريكية جيسيكا جويل ألكسندر وزوجها المعالج النفسي الدنماركي إيبن ديسينج ساندال كتاباً بعنوان “لماذا الأطفال الدنماركيون أكثر سعادة وتوازناً”. في هذا الكتاب، بحث المؤلفان في مفهوم التربية الدنماركية وتأثيرها على الأطفال على مر السنين، ووجدا أن الأساليب التربوية التي يتبعها الآباء لها دور كبير في سعادة أطفالهم.

يعلّم الدنماركيون أطفالهم مهارات الحياة الواقعية

يحرص الدنماركيون على تعليم أطفالهم المهارات التي يحتاجونها في الحياة ليتمكنوا لاحقاً من تدبير أمور حياتهم بأنفسهم، وتكوين علاقات سعيدة، وتحقيق مستوى عالٍ من الرضا. ويدرك الآباء الدنماركيون أنه عليهم معاملة أطفالهم باحترام، وأنهم يجب أن يتحكموا بسلوكياتهم إذا أرادوا أن يكتسب أطفالهم السلوكيات الصحيحة منهم.

والهدف الأساسي من التربية بالنسبة لهم ليس تربية أطفال ناجحين فحسب، بل تربية أطفال مرنين لديهم بوصلة داخلية تمكنهم من التوجه بشكل صحيح في الحياة.

الأطفال الدنماركيون يحلون مشاكلهم بأنفسهم

لا يحلّ الدنماركيون مشاكل أبنائهم عوضاً عنهم، بل يعلمونهم كيفية حلّ المشاكل التي يواجهونها، ولهذا يركز الآباء الدنماركيون على أمور مهمة في شخصية الطفل، مثل الاستقلالية والصمود، والتواصل الاجتماعي، وتقدير الذاتي، والديمقراطية.

كما يعتقد الآباء الدنماركيون أن الضغط على الطفل والتركيز على أدائه يعود بنتائج سلبية عليه، وتبيّن أن الطفل الذي يبدي أداءً أفضل من أجل الحصول على مديح أو إطراء من الآخرين لا يطوّر دافع داخلي قوي بداخله.

لذلك يمنح الآباء الدنماركيون أطفالهم قدراً كبيراً من الحرية والثقة، ويتركونهم يحلّون مشاكلهم لوحدهم، مع إبداء الدعم والمساعدة عند الحاجة فقط.

اللعب الحر للتعامل مع التوتر

اللعب الحرّ هو ترك مساحة كافية للأطفال للعب واكتشاف محيطهم وحدودهم الخاصة، وتجربة أشياء جديدة، وتعلّم مهارات اجتماعية قيّمة جداً.

ويؤمن الآباء الدنماركيون بأن اللعب الحرّ نهج أساسي في التربية، بالإضافة إلى أن العديد من الدراسات العلمية كانت قد أثبتت أن اللعب الحرّ يساعد الأطفال على محاربة التوتر.

ولهذا يترك الآباء الدنماركيون أطفالهم ليلعبوا بحرية دون أن يتدخلوا دون ضرورة؛ لأن التدخل باللعب الحر للأطفال يعيق عملية اللعب ويُفقدهم فرصة إيجاد حلول للمشاكل والعقبات التي تواجههم أثناء اللعب.

التوازن في مدح الطفل

اكتشف ألكسندر وساندال أن طريقة مدح الطفل تحدد كيفية تعامله مع التحديات الجديدة التي يواجهها، وبثقته في قدراته، كما يعلم الآباء الدنماركيون أن مدح الطفل المفرط يؤدي إلى انخفاض احترام الذات.

فالطفل بحاجة إلى ثناء بسيط وصادق ومرتبط بفعل وليس بشخصه هو، أي أنه على الآباء مدح ما يفعل الطفل وطريقة فعله للشيء، فمثلاً لا ينبغي مدح الطفل على ذكائه وموهبته، بل يجب أن يُمدح على التزامه ومثابرته ونجاحه في التعلّم.

الترابط العائلي مفتاح النجاح

يعتقد الدنماركيون أن الترابط العائلي والوقت الذي يقضيه الطفل برفقة عائلته هو مفتاح النجاح والسعادة في الحياة، ولهذا يولون أهمية كبيرة للوقت الذي تقضيه العائلة مع بعضها البعض.

كما يعتقد الدنماركيون أن الشعور بالارتباط بالآخرين يعطي للحياة معنى وهدفاً، لهذا يعتبر الوقت الذي تقضيه العائلة مع بعضها في الدنمارك مهماً للغاية.

وخلال هذا الوقت يلعب الآباء مع أطفالهم ويقومون بأنشطة منوعة، ويستمتعون بالطهي مع أطفالهم واللعب والركض معهم في الخارج.

وأخيراً ينخرط الأطفال الدنماركيون بأنشطة وأعمال جماعية منذ سن مبكرة، ليتعلموا مهارات العمل مع فريق، والتعاطف، واكتساب مهارات اجتماعية قوية.

المقال السابق
بعد التسريب الصوتي لعبد الناصر.. مكتبة الإسكندرية تنفي ونجله يؤكد ويفتخر
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

متلازمة جفاف الفم: ما أسبابها وكيف يمكن علاجها في المنزل؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية