"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

الدناءة!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الجمعة، 7 يوليو 2023

قبل غيره من السياسيّين اللبنانيّين، جاهر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي برغبته في وصول رئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجيّة الى رئاسة الجمهوريّة. حمل رغبته هذه، بتوقيت مبكر، الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي عاد وتبنّى، بشروط، هذا الترشيح.

ولم تكن رغبة ميقاتي منفصلة عن إرادة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وهو اعتبرها لا تصدم المناخ السنّي في لبنان، إذ سبق لرئيس “تيّار المستقبل” سعد الحريري، قبل تعليق العمل السياسي، أن مهّد لذلك، بدليل أنّ كثيرين ممّن لا يزالون موالين له يعملون، منذ أشهر، لمصلحة فرنجيّة.

وبيّنت المعطيات، بغض النظر عن المعلومات المؤكّدة، أنّ ميقاتي لا يحلّ شعرة في البلاد، إلّا بإرادة برّي الذي تحوّل إلى موجّه أعلى لسياسة الحكومة، مستفيدًا من دعم “الأقوى”، أي “حزب الله”.

وبالتنسيق يعمل برّي وميقاتي من أجل إيصال فرنجية الى القصر الجمهوري، وهما بذلك يتبعان تكتيكًا واضحًا: إرهاق القوى المسيحيّة التي تحول دون تحقيق هدفهما المشترك.

ويتطلّع برّي وميقاتي الى تفعيل مجلسي النواب والوزراء، محمّلين القوى المسيحيّة، مسؤوليّة إظهار أنّ لبنان يمكن أن يعيش طبيعيًّا، من دون وجود رئيس للجمهوريّة، وليس لديهم لتغيير هذه الصورة سوى الرضوخ لإرادة الثنائي الشيعي الرئاسيّة، بحيث يوافقون، بحوار، على انتقال فرنجية من بنشعي الى بعبدا.

ومن أجل ممارسة ضغوط في هذا الإتجاه، مع اقتراب عودة جان ايف لودريان الى لبنان، بصفته الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي، دفعوا بنواب حاكم مصرف لبنان الى التلويح ببابل مالية في البلاد، إذا لم يتحقق واحد من هدفين: إنتخاب رئيس جديد للجمهورية فتتشكل حكومة تعيّن حاكمًا جديدًا لمصرف لبنان خلفًا لرئاض سلامة الذي تنتهي ولايته آخر تموز الجاري، أو تغطية حكومة تصريف الأعمال من أجل أن تقدم هي على تعيين حاكم جديد.

ومن ينسب نواب حاكم مصرف لبنان الى قوى الأكثرية الحاكمة لا يخطئ، فهؤلاء لم يعيّنوا لأنهم “فطاحل” بل لأنّهم “ازلام”. وهذا التوصيف ليس إهانة لهم بل يعرفه جميع اللبنانيّين، بحكم اطلاعهم على “الخناقات” السياسيّة التي تسبق كل التعيينات في هذه الدولة القائمة على المحاصصة والزبائنية والصفقات.

لولا “العيب الحياء” والخوف على ما تبقى، لذهب كل واحد منّا إلى تمنّي دمار ما بقي من هذا النظام على رؤؤس جميع من فيه، لأنّهم، وفق نموذج برّي وميقاتي، بدل أن يخجلوا من آلام الناس، يستغلونها من أجل تحقيق أهداف سلطوية دنيئة!

المقال السابق
"الكيمتشي".. طبق كوري يساعد في حرق الدهون وإنقاص الوزن
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

غد لبنان ومطرقة خامنئي!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية