تصدرت الإشتباكات في مخيم عين الحلوة “للاجئين” الفلسطينيين واجهة المشهد في لبنان حيث يتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنية مشدّدة أقفل من خلالها مداخل المخيم ومنع الدخول والخروج منه، بعد يوم مشتعل سقط خلاله 6 قتلى في اشتباكات عنيفة بين حركة “فتح” وفصائل إسلامية، فيما تخرق الهدوء الحذر رشقات نارية متقطعة ترتفع حدتها تارة وتخفّ أحياناً أخرى.
تتواصل الإتصالات والمساعي من قبل القيادات الفلسطينية واللبنانية من أجل وقف التدهور الأمني، كما تُكثّف فاعليات صيداوية وقيادات لبنانية إتصالاتها للعمل على ترسيخ وقف اطلاق النار، وسط خشية سيناريو تحويل هذه المنطقة الى بؤرة أمنية في هذه المرحلة، وبحسب ما أكده النائب عبد الرحمن البزري لـ”نيوزاليسنت” فإن “أحداث عين الحلوة المؤسفة تؤثر على المخيم نفسه كما على صيدا والمنطقة المحيطة به”، لافتاً الى “أنها نتيجة واقع عمره عقود جراء ملفات أمنية يتم ارسالها الى صيدا ومخيماتها لأسباب ليست خافية على أحد”.
وأوضح أن “ما حصل مرفوض حتماً، وهو لا يندرج في خانة توقيت معين مقصود ومشبوه، ولكنه نتيجة تفاعلات في المخيم نفسه”، مشيراً الى “أن العمل مستمر من أجل استيعابه واحتوائه وتثبيت وقف اطلاق النار الذي لم تكتمل عناصره بعد، والتركيز جار على حل تداعيات الاشكال الأخير، على أمل التمكن من حل بقية الإشكالات والحد من تكرارها في المستقبل”.
ورأى البزري”أن السبب المباشر لما حصل هو رد فعل على حادث أمني حصل في السابق منذ قرابة 3 أشهر، فالمخيم تدخل فيه عناصر متعددة تنظيمية وعائلية كما مناطقية، وبالتالي التوتر هو ردة فعل على حادث تم احتواءه، وعند الوصول الى تهدئة للمستجدات بالاتفاق على تسليم المرتكبين، إلا أن كميناً لمسؤول أمني في “حركة فتح” أدى الى اعادة تفلت الوضع وتدهوره، على الرغم من أن الحركة وافقت على وقف اطلاق النار وبقية الفصائل الاسلامية والوطنية كما القوى الصيداوية تعمل على ذلك”.
وشدد على “أن المطلوب هو معالجة أكثر عمقاً بعد الوصول الى تثبيت وقف اطلاق النار وحل المشكلة ودفن الضحايا والشهداء”، مشيراً الى “أنه من حيث الأسباب الموجبة، هناك جزء يمكن المساعدة به، وأخرى نتيجة تراكمات وسياسات خاطئة تم اتباعها منذ سنوات طويلة”.
واستبعد البزري “أن ينعكس الوضع في المخيم أمنياً على الساحة اللبنانية”، لافتاً الى “ما يحصل في المخيم منفصل، فالوضع في صيدا سياسياً وأمنياً متماسك، على الرغم من أن المدينة تتأثر كونها تتداخل معه بحكم العلاقات، فالقوى السياسية الصيداوية والمجتمع الأهلي يعملان للتخفيف من وطأة التداعيات على اللبنانيين كما الفلسطينيين”.
وأكد أن “الأحداث في المخيم لن تنعكس على الواقع الأمني، فالتواصل مع قائد الجيش والمخابرات والقوى الأمنية عكس التعاطي الحكيم للجيش ودوره في المساعدة من أجل الوصول الى حل المشكلة بالطرق السياسية والديبلوماسية مع حماية المواطنين اللبنانيين”.