"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

البطريرك الراعي...عميل؟

رئيس التحرير: فارس خشّان
الاثنين، 1 يناير 2024

وصلت حال الجيش الإلكتروني التابع ل”حزب الله” الى مستوى الهذيان، بإطلاقها صفة “عميل” على البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بعدما رفع صوته ضد إطلاق الصواريخ من قرب منازل الجنوبيّين، وطالب بتطبيق القرار 1701، واستنكر الإعتداءات المتكررة على وحدات اليونيفيل، ورد بهجوم مضاد على الهجوم الذي استهدف المطران موسى الحاج مطالبًا بملاحقة جميع من يتعرّضون له.

هل يدرك هؤلاء الذين يقفون وراء من يصفون رأس الكنيسة المارنيّة ب”العمالة”، على الرغم ممّا ومن يمثّل، ماذا يفعلون؟

يعاني البطريرك الراعي من مشاكل مع الجماعة المارونيّة، لأنّه، على الرغم من مواقفه الواضحة، يتصرّف بليونة مع جميع من ينتقدهم، بحيث يفصل الفعل المشكو منه عن تواصله مع الفاعل. وهذا يعني أنّه، في مكان ما، “حمامة” تقاوم “الصقور”، وتاليًا فهو الأكثر اعتدالًا ليس بين الموارنة فحسب بل بين غالبيّة المسيحيين، في النظرة إلى “حزب الله”، أيضًا.

وفي حال رسخت في الأذهان تهمة “العمالة” الموجهة الى البطريرك الماروني، فهذا يعني أنّ “حزب الله” يفصل نفسه نهائيًّا عن شريحة وازنة من اللبنانيّين ويخدم أهواء التقسيم الذي يزعم أنّه يحاربه ويتصدّى له.

إنّ الدفاع عن الوحدة الوطنيّة يصبح مستحيلًا إذا اتُّهم حامل هموم شعبه بالعمالة، فالراعي حين يطالب بوقف قصف إسرائيل من بين منازل الجنوبيّين لا يردد شائعات ولا يخدم الدعاية الإسرائيليّة، بل يتحدث بما هو ثابت له من شكاوى وصلت اليه من عدد وازن من أبناء الجنوب، وصدّقت على صحتها اليونيفيل التي تشكو هي الأخرى من إطلاق “حزب الله” لصواريخه من قرب مواقعها المتقدمة على الحدود اللبنانية- الإسرائيليّة، ممّا يعرضها للخطر.

والبطريرك الراعي حين يطالب بتطبيق القرار 1701 لا يريد ترك الجنوبيّين بلا حماية، كما يزعم من تولّى الرد عليه، إذ إنّ هذا القرار الدولي يسحب “حزب الله” الذي يعمل بموجب أجندة خارجية، من الحدود، لمصلحة قوة كبيرة يوفّرها الجيش اللبناني مدعومًا من اليونيفيل.

إنّ التدقيق في ما يقوم به “حزب الله” في الجنوب يُظهر أنّه ليس قوة حماية للجنوب والجنوبيّين بل قوة تضحية بالبلاد والعباد لصالح المحور الذي تقوده إيران وتقايض به، هنا وهناك.

ولم يبنِ البطريرك الماروني دفاعه عن المطران الحاج، بناء على هوى، بل بناء على وقائع إذ إنّ ما نسب إليه ظهر أنّه وهم رغب مهاجموه بتحويله الى حقيقة.

وعليه، فإنّ اتهام البطريرك الماروني بالعمالة يؤشر إلى تفاقم في الحالة المرضية التي يعاني منها “حزب الله” إذ إنّه، مهما تصاعدت قوته العسكرية، يبقى موقعه ضعيفًا في الوجدان الوطني!

المقال السابق
المحكمة العليا توجه ضربة دستورية الى "ديكتاتوريّة" نتنياهو
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية