حيا مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان البيان الاختامي، الصادر عن دورته السنوية العادية ال57 ، الذي انعقد برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارى الراعي بيان ، تطرق الى الشأن الوطني. وورد فيه لهذه الجهة الآتي:
يعبّـر أعضاء المجلس عن فرحتهم بانتهاء مأساة الفراغ الرئاسي بانتخاب العماد جوزف عون رئيسًا للجمهورية، وتكليف القاضي نوّاف سلام، رئيسًا لمجلس الوزراء، وهما يحظيان بثقة اللبنانيين على أن يعملا معًا، ومع الحكومة الجديدة والمجلس النيابي، على تحقيق الاصلاحات المطلوبة، مع الحفاظ على حقوق اللبنانيين، وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها.
ينوّه أعضاء المجلس بخطاب القَسَم الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية وبكلمة دولة رئيس مجلس الوزراء لدى تكليفه، وبالمبادئ الواردة فيهما، لاسيّما بمبدأ الحياد الإيجابي للبنان تجاه المحاور الإقليميّة والدوليّة الذي يتلاقى مع مواقف صاحب الغبطة رئيس المجلس. فالحياد هو في أساس قيام الدولة اللبنانيّة والميثاق الوطني ولا يضرّ في انتماء لبنان الى جامعة الدول العربيّة ومنظمة الأمم المتّحدة اللتين كان من مؤسسيهما، ويدعون الحكومة الى تطبيق هذه المبادئ بالتعاون مع المجلس النيابي.
يرى أعضاء المجلس، في مواجهة التحولات السياسيّة الجارية في الشرق الأوسط وفي العالم، أنّه بات من الضروري أن تقف كنيستنا بشجاعة وجرأة وتواضع أمام التاريخ وأمام الضمير وأمام الله، وتدعو أبناءها وبناتها وجميع اللبنانيين الى اتخاذ مبادرات تقود الى عمليّة وطنيّة لتنقية حقيقيّة للذاكرة التي تقتضي مراجعة ذاتيّة نقديّة ترقى الى فحص ضمير وتوبة ومحاسبة وغفران للوصول الى حوار صادق وصريح والى مصالحة باتت ملحّة اليوم.