"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

البعد الآخر" لاستقبال ماكرون للراعي في قصر الإليزيه"!

نيوزاليست
الثلاثاء، 30 مايو 2023

يتقاطع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، على الإهتمام بإنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان، ولكنّ المسؤول السياسي الفرنسي والمرجعية الروحية اللبنانية يختلفان حول الآلية، فبكركي تريد رئيسًا “أكثر سيادية” من المرشح سليمان فرنجية فيما باريس تتطلّع الى رئيس “أكثر واقعية” من “لائحة بكركي” التي تضم الوزير السابق جهاد أزعور.

أزعور، بالنسبة لبكركي أقرب الى رؤيتها للبنان، ولكنّه بالنسبة الى باريس، إذا ثابر “الثنائي الشيعي” على رفضه، فسوف يكون “أقلّ إنتاجية”، لأنّ لبنان، بحاجة للخروج من كارثته، الى دعم قوي من “الثنائي الشيعي”، الأمر الذي تعتقد دوائر قصر الإليزيه بأنّ فرنجية قادر على ضمانته.

الراعي، مثله مثل سائر القوى التي ترفض “تسليم البلاد للثنائي الشيعي” تعتقد بأنّ الضمانات التي يزعم فرنجية “انتزاعها” من الثنائي الشيعي وهمية، فالتجارب علّمت الجميع بأنّ هذا الثنائي يعطي بيد ويأخذ باليد الأخرى.

ولكنّ الإنتخابات الرئاسية ليست الهدف الأساس من استقبال ماكرون للراعي، إذ إنّ هذه النوعية من النقاشات قد أخذت ما يكفي من وقت في بيروت مع السفيرة الفرنسية آن غريو، إنّما الهدف يكمن في أنّ ماكرون، وبعد الحملة المسيحية التي شُنّت عليه في لبنان وأخذت أبعادًا في الأوساط الكاثوليكية واليمينية الفرنسية، يريد أن يبلغ المسيحيين في لبنان وفرنسا أنّه ليس صحيحًا أنّه “خانهم” لمصلحة عقد شراكة جديدة مع “الثنائي الشيعي”، بل هو مستمر في سياسة فرنسا التاريخية ولكنّه يوسّعها في اتجاه ما يمكنه أن ينتج حلولًا تصب في النهاية لمصلحة مسيحيّي لبنان.

وإذا كان ماكرون لن يفتح القصر الرئاسي للممثلين السياسيين للمسيحيين ويخصص لهم مواعيد على حساب قضايا أكثر إلحاحًا بالنسبة لبلاده، فإنّه وجد في استقبال البطريرك الماروني ضالته، إذ إنّ ظهور الراعي بثوبه الأرجواني في قصر الإليزيه، يعطي رسالة قوية الى أنّ اتهام فرنسا بالتخلي عن المسيحيين لا يقع في مكانه الصحيح.

قد تكون الإنتخابات الرئاسية أحد صحون المائدة الفرنسية التي تمّ فرشها للراعي، لكنّها ليست طبقها الأساسي!

وبالتدقيق في كلام ماكرون خلال استقباله الراعي في قصر الإليزيه يتضح ذلك البعد.

وقد ذكّر ماكرون بعلاقات فرنسا العميقة مع مسيحيي لبنان ودورهم التاريخي في بناء لبنان وضرورة بقائهم في قلب التوازن الطائفي والمؤسسي للدولة اللبنانية من خلال المشاركة الفعالة والمسؤولة في العملية السياسية الحالية.

وجدد الرئيس الفرنسي التأكيد على أن أعمال فرنسا في لبنان تهدف فقط إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها، وحماية سكانها من خلال التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي، والحفاظ على نموذج التعايش القائم.

المقال السابق
الياس خوري/ انتقام يوسف بَيْدَس!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

هذا ما فعله حزب الله للحوثيين بمشاركة ايران و"وولائيي" العراق

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية