كان يوماً حافلاً للبابا فرنسيس، إذ حث 107 من أفضل الكوميديين في العالم على إضحاك الكوكب دائماً، قبل أن يحذّر بصرامة زعماء مجموعة السبع من ضرورة كبح الذكاء الاصطناعي قبل فوات الأوان. كما رحّب بأمثال ستيفن ميرشانت، ووبي غولدبرغ وكريس روك، ومازحهم بوضع إبهامه في أذنه وتحريك أصابعه نحوهم. قال: “عندما تتمكن من رسم ابتسامات بطريقة ذكية على شفاه متفرج واحد، فإنك تجعل الله يبتسم أيضاً”، وفقاً لما جاء في “التايمز” البريطانية.
وطمأن ضيوفه إلى أنه لا بأس من “الضحك على الله”، وشبه ذلك باللعب والمزاح مع “الأشخاص الذين نحبهم”.
في الاجتماع الذي عُقد يوم الجمعة، وكان جزءاً من حملة الفاتيكان لتوطيد علاقاته بصنّاع الرأي الثقافي، تساءل بعض المشاهير عن سبب وجودهم هناك. وقالت جوليا لويس-دريفوس، نجمة مسلسل ساينفلد، لشبكة “سي أن أن”: “لا أدري ماذا أفعل هنا، لكن إن أراد البابا الاجتماع بنا، فسألبّي دعوته”.
كان من بين الضيوف الآخرين مقدّمو البرامج الحوارية جيمي فالون وستيفن كولبير وكونان أوبراين. وقال الأخير بعد الاجتماع: “كنا جميعنا نفكر، كيف حدث هذا؟ لماذا نحن هنا، ومتى سنُطرد؟“.
“ما زلت حياً أرزق” بحسب “التايمز”، استقلّ البابا البالغ من العمر ٨٧ عاماً المروحية إلى مكان انعقاد قمة مجموعة السبع في بوليا بجنوب إيطاليا، حيث استقبل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قائلاً: “ما زلت حياً أرزق”.
وبعد اجتماع خاص مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، انضمّ قداسة البابا إلى زعماء مجموعة السبع والضيوف الآخرين، وتلقّى عناقاً حاراً من الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الذي سبق أن وصفه بالغبي.
وفي أول خطاب له في اجتماع مجموعة السبع، حذّر البابا فرنسيس جمهوره من أن الذكاء الاصطناعي “أداة مثيرة ومخيفة”، وهو يعتقد أنها قد تكلّف الناس وظائفهم وتحرّف الحقيقة وتستبعد البشر من عمليات اتخاذ القرار. داعياً إلى “إلهام أخلاقي” يتحكّم بهذا الذكاء الاصطناعي، مضيفاً: “سنحكم على البشرية بمستقبل من دون أمل إذا سلبنا من الناس قدرتهم على اتخاذ القرارات بشأن أنفسهم وحياتهم، ودفعناهم إلى اعتماد خيارات تقدّمها لهم الآلة”.
“الأمر منوط بكم” كذلك، تخوّف الحبر الأعظم من استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، غامزاً من قناة استخدام الدول اليوم الطائرات من دون طيار التي تتمتع بميزة اتخاذ القرار آلياً متى تطلق النار. قال: “ينبغي ألّا نتيح لأي آلة خيار أن تقتل إنسان”، داعياً إلى حظر هذه الأسلحة.
وسبق أن دفع البابا إلى سنّ قوانين أفضل لفرض ضوابط أخلاقية على الذكاء الاصطنا عي، وناشد جمهوره أن يحذوَ حذوه.
وقال للجمع: “الأمر منوط بكم، لتحسنوا استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن على الساسة في العالم أن يتحمّلوا مسؤولياتهم، وأن يوجدوا الضوابط التي تضمن حسن استخدام هذه التقنيات الحديثة، بشكل مثمر”.
