العودة بعد الطلاق.. الأسباب والتداعيات
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر زواج الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف ( ٦٣عامًا ) على زوجته السابقة بيتينا (٤٩عامًا) وذلك للمرة “الثالثة”، بعد علاقة طويلة ومعقّدة شهدت الكثير من مراحل الارتباط والانفصال والزواج والطلاق.
وقد يكون السؤال الذي أتى على ذهن البعض عند قراءتهم لهذ الخبر “الظريف” هو: كيف يمكن “للمؤمن أن يلدغ من الجحر نفسه” … ثلاث مرات؟
يقول علماء النفس إنّ الانفصال قد يؤدّي عند الكثير من الأشخاص إلى فقدان الهوية، إذ يتعذّر عليهم معرفة من هم حقًا، بعد أن كانوا قد بنوا حياتهم وهويتهم من خلال العلاقة مع “هذا الآخر”، لذلك عندما تنتهي هذه العلاقة، يتلاشى الشعور بتقدير الذات، وينهار احترام ه لنفسه ولكفاءاته فينتابه قلق عميق، وقد استخدموا مصطلح “فقدان وضوح الذات”.
ولكن هل من طريقة “لإعادة الاستقرار”؟
يقول الاختصاصي في علم الأعصاب ورئيس تحرير مجلة Cerveau & Psycho، سباستيان بوهلر: ” هناك طريقتان “لإعادة استقرار” الذات: الأولى تتكوّن من إقامة علاقات جديدة، كالارتباط بشخص آخر، أما الثانية فتكون بإعادة ربط الجسور مع الشخص الذي تمّ الانفصال عنه، فيقودنا إلى الرابط المألوف الذي يذكّرنا بهويتنا القديمة”.
سباستيان بوهلر
وقد بيّنت دراسة أجرتها جامعة فلوريدا على ٢٠٧ مشاركين أنّ الأشخاص القلقين هم أكثر عرضة للعودة إلى أحضان شركائهم السابقين. وتعيد سبب قلقهم إلى طفولة كانت تفتقد لتلبية احتياجاتهم من قبل أهلهم، فانتابهم في مرحلة البلوغ شعور بعدم الحب والرفض من قبل الآخرين، وسيطر عليهم شعور بالخوف من الهجر، وتملّكتهم الغيرة ليصبح كل هدفهم هو اثبات محبّة الغير لهم، فترى ردّة فعلهم عند الانفصال هو التشبّث بالشخص الذي يحاول هجرهم، بدلاً من الثقة في إمكانية إقامة علاقة جديدة.
ويقول سباستيان بوهلر: “لكننا نعلم أيضًا، في ضوء الأعمال الأخرى، أن العلاقة المتجدّدة بهذه الطريقة بشكل عام تكون أقل جودة من نسختها الأصلية، مما يزيد من فرص حدوث تمزّق جديد وإعادة زعزعة وعدم استقرار، لذلك فمن الأفضل، قدر الإمكان، أن تثق في المستقبل وأن تقلب الصفحة نهائيًا “.
