"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

الأطفال الرهائن!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 26 نوفمبر 2023

قد تكون “الهدنة المؤقتة” في قطاع غزة انعكست،على مستوى الخطاب العسكري التعبوي، ضد إسرائيل “لأنّها اضطرت على الخضوع لشروط حركة حماس”، ولكنّها، في المعطى الإنساني أتت لمصلحتها، إذ أعطت مؤيديها في العالم مادة دسمة لمواصلة “شيطنة” عدوّها الفلسطيني الذي قاد هجوم السابع من تشرين الأوّل الماضي ضد غلاف غزّة.

في الواقع، لم تكن لا صور ولا أعمار الرهائن الإسرائيليّين الذين يتم تحريرهم، تباعًا، في خدمة “حماس” أبدًا، فهي، كما بات ثابتًا، خطفت أطفالًا وحوّلتهم الى رهائن وعرضتهم للمقايضة.

ويثير تدفق صور هؤلاء الأطفال غضب كثيرين في العالم، بمن فيهم أولئك الذين تظاهروا في العالم ضد إسرائيل وحربها ضد قطاع غزةّ.

إنّ الأطفال، بغض النظر عن الضفة التي وُلدوا فيها، كما يفترض أن يكونوا بمنأى عن آلة الحرب، يجب أن يكونوا بمنأى عن الصفقات والمقايضة.

كان على “حماس”، وبعد انتهاء هجومها على غلاف غزّة أن تبادر الى إعادة هؤلاء الأطفال وأمهاتهم المخطوفين إذا كنّ لا يزلن أحياء ولم يقتلن في هجوم السابع من تشرين الأوّل، ومن دون أي ثمن، إلى منازلهم.

كان عليها أن تُظهر، بما أنّها صاحبة حق وداعية دين، بوجه مختلف عن إسرائيل التي لتحقيق أهدافها العسكريّة لا يرتجف لها جفن وهي تقصف منازل ومدارس وملاجئ فيها أطفال.

كان على “حماس” أن تظهر تعلقها بالقيم الإنسانيّة، من خلال تنظيف مقاومتها ضد إسرائيل من استغلال الأطفال.

لكنّها، لسوء الحظ، لم تفعل. قايضتهم بأيّام هدنة قليلة تُعينها على لملمة صفوف مقاتليها وترشيد خطة مواجهة الجيش الإسرائيلي.

كثيرون في العالم إستغلوا صور هؤلاء الأطفال الرهائن وأعمارهم، ليبرروا لإسرائيل مواصلة حربها التدميريّة والدمويّة ضد قطاع غزّة وشعبه المنكوب، على قاعدة أنّ استمرار “حماس” هو “خطر إنساني” وفق ما تناوب المعلّقون المؤيّدون لإسرائيل على تكراره، منذ ظهور أوّل دفعة للرهائن المحررين.

إنّ مواجهة دولة مثل إسرائيل لا يحتاج فقط الى “أقوياء” بل إلى “أذكياء”!

و”الأذكياء” لا يخطفون أطفالًا، وإن اضطروا على ذلك لا يستعملونهم في أيّ نوع من أنواع المقايضة!

كم كانت صورة إسرائيل قد ترسّخت بشاعتها كقاتلة أطفال، لو أنّ “حماس” بادرت وأعادت هؤلاء الأطفال، من دون قيد أو شرط، إلى عائلاتهم!

لكنّها، لسوء حظها وحسن حظ إسرائيل، لم تفعل!

إقرأ/ي أيضًا: الطفل الغزّوي!

المقال السابق
صدمة الغزّويين العائدين الى أحيائهم في شمال القطاع: "يا ريت لا جينا ولا شفنا ولا حصلت هدنة"
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية