"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الأسد السعيد بالنازحين والجماعة اللبنانية

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 5 مايو 2024

لم تكن الدنيا تتسع لضحكة بشّار الأسد، عند توجهه الى المنصة الخطابية، بعد انتخابه بالإجماع، السبت الماضي، أمينًا عامًا لحزب البعث المهيمن على النظام السوري وخيرات الشعب السوري وحقوقه وحريّته وسلامته وأمنه وأمانه.

وفي كلمته جال بشار الأسد على أحوال الدنيا، فتوقف عند انكشاف “حقيقة الكيان الصهيوني الإجرامية بالنسبة لمعظم العالم”، وصال في “القمع الوحشي الذي لم نره سابقًا في الجامعات الأمريكية ومثلها في فرنسا وألمانيا”، وجال على شرح سقوط أوهام الغرب الذي كان ” يعتقد بأنه قد تمكن من تدجين الشعوب الغربية وخاصة الشباب، وكانت ذروة هذا التدجين هي مرحلة الكورونا، كما رأينا ما يحصل الآن هو خلق حالة هلع ورعب لدى هذه المنظومة من أن يكون هناك إمكانية لتمرد شعبي”.

وعلى الرغم من سعة اطلاع هذا البشار السعيد على “أحوال العالم” نسي ملفًا واحدًا: سبعة ملايين نازح سوري يعيشون أهوال الدنيا في لبنان والأردن وتركيا وقاع البحر وضفاف المتوسط وأرصفة العالم.

هؤلاء مجرد موضوع هامشي لا يمكن أن يُلهي بشار الأسد نفسه به، فهذا ملف متروك لمن لا عمل لهم في المنطقة والعالم. هو دوره أن يتفلسف بين كل جولة من جولات الإضطهاد والإعتقال والقتل والسحل والمحازر والإبتزاز والتهريب، لا أكثر ولا أقل!

و”الجماعة اللبنانيّة”، وجلّها “مسحورة” ببشار الأسد، تحمّل الجميع مسؤوليّة ملف النازحين السوريين باستثناء صانعه الحقيقي والمتورط بديمومته والمسؤول عن تفاقمه!

تهاجم “الجماعة اللبنانية” الإتحاد الأوروبي ودوله، الأمم المتحدة ومنظماتها، الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها، ولكنّها لا تأتي على ذكر بشّار الأسد، إلّا بالخير!

بشّار الأسد الذي استدعى مرتزقة العالم ومعهم إيران وروسيا، من أجل قمع ثورة شعبه التي بدأت سلمية وبقيت الى أن تمّ التآمر عليها بفتح السجون والحدود “الصديقة” أمام المتطرفين والإرهابيّين، تسبب بنزوح 13 مليون سوري، 7 منهم الى خارج الحدود!

وبشّار هذا، مع داعميه، يرفض كل الحلول التي من شأنها إعادة بناء الدولة السورية على أسس يمكنها، بعد طمأنة المواطن على الحد الأدنى من أمنه وحياته وقوتِه، أن تفتح طريق عودة النازحين الى وطنهم!

“الجماعة اللبنانية” تفكر بكل الحلول “غير الممكنة” لملف النازحين السوريّين، وتنسى الحل الوحيد الموجود حصرًا عند بشار الأسد!

إنّ الحل الكامل لملف النازحين السوريّين يتوافر بمجرد تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2336 الذي يقوم على نقطة جوهرية واحدة: نقل النظام السوري من وضعية الترهيب والإلغاء والتفقير والنهب الى وضعية الدولة الطبيعية!

جوهر هذا القرار الدولي يمكن فهمه من آخر كلام قاله الفنان السوري الموالي “جدًا” للنظام السوري، دريد لحّام، فهو قال إن أجهزة المخابرات في بلاده هي أكثر ما يخيفه في هذه الحياة، لأنّها، بناء على وشاية، ومن دون التدقيق بصحتها، يمكن أن تُنهي حياتك!

خوف هذا الرجل الذي رمى نفسه كليًّا عند أقدام النظام السوري، يمكنه أن يُعطي فكرة واضحة عمّا يعتمل في صدور هؤلاء النازحين السوريين الذين بيّنت إحصاءات “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان” أنّهم بأكثريّتهم الساحقة يتطلعون الى اليوم الذي يغادرون فيه “بلاد الأرز” إلى أرضهم وبلداتهم وقراهم!

“الجماعة اللبنانية” تدور وتحور وتنسى محوريّة بشار الأسد في موضوع النازحين السوريّين!

النازحون السوريّون الحقيقيّون يخافون من النظام اللبناني بقدر خوفهم من النظام السوري، ولذلك يقبع هؤلاء مسالمين. وحدهم هؤلاء الذين يحملون زورًا وبهتانًا صفة “لاجئ” يقترفون الجرائم. يكفي أن نتتبّع أثر العصابة التي تولّت أمر اغتيال منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، حتى نُدرك ذلك!

النازح الحقيقي لا يمكنه أن يقطع الطريق في أعالي جبيل ويقتل ويخطف جثة ويسرق سيّارة ويتوجه بحرية الى سورية، مخترقًا، على الرغم من التبليغ الفوري، الحواجز الثابتة والمتحركة والحدود. هذا “النازح المزعوم” لا يخشى حتى أكثر ما يخشاه دريد لحام لأنّه، ببساطة “منه وفيه وله”. النازح الحقيقي يوفّر جرأته للقيام بعمل واحد: ركوب واحد من قوارب الموت، على أمل أن يصل يومًا، إلى ضفة من ضفاف أوروبا!

“الجماعة اللبنانية” كاذبة. هي لا تريد أن تحلّ مشكلة النزوح السوري الى لبنان. هي فقط تريد أن تتاجر بالأمر. لا حاجة للتفتيش عن أدلة كثيرة، يكفي أن نسمع صراخهم ضد الإتحاد الأوروبي ونعوميّتهم تجاه بشّار الأسد!

المقال السابق
ماسك يخشى من أن يصبح الدولار الأميركي بلا قيمة!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

حماقة "حزب الله" الإستراتيجية!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية