مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وجهت إدارة الرئيس جو بايدن اتهامات مباشرة لروسيا، تتعلق بمحاولات للتأثير في سير الانتخابات، بما يشمل الترويج لمعلومات مضللة وتجنيد مؤثرين أمريكيين لنشر الدعاية الروسية. في المقابل، أعلنت موسكو نيتها فرض عقوبات مماثلة على وسائل إعلام أمريكية موجودة في روسيا.
في الإطار، فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على مدراء قناة “روسيا اليوم”، وهي قناة حكومية روسية، تشمل قيودا على تأشيرات الدخول للولايات المتحدة وملاحقات قضائية وعقوبات مالية.
وأعلن وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند الأربعاء بدء ملاحقات قضائية في حق مسؤولين اثنين في وسيلة الإعلام الروسية، ورد اسمهما أيضا في قائمة عقوبات نشرتها وزارة الخزانة الأربعاء أيضا تشمل 10 أشخاص، ستة منهم مسؤولون في “روسيا اليوم” بينهم رئيسة التحرير مارغاريتا سيمونيان، ومنظمتين غير حكوميتين روسيتين.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فرض قيود على منح تأشيرات دخول بمسؤولين في الشركة الأم المالكة لروسيا اليوم، وعرضت مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول تدخلات في الانتخابات الأمريكية.
وأوضح غارلاند خلال مؤتمر صحافي أنّ “روسيا اليوم وموظفيها وبينهم المتهمان، نفذوا عملية بقيمة عشرة ملايين دولار تقريبا لتمويل شركة مقرها في تينيسي مكلفة نشر محتويات تعتبر مؤاتية للحكومة الروسية”.
وأضاف أنه إلى جانب هذه الملاحقات “صادرت وزارة العدل 32 اسم نطاق على الإنترنت تستخدمها الحكومة الروسية والأطراف التي ترعاها الدولة الروسية لشن حملة سرية للتدخل في انتخابات بلدنا والتأثير على النتيجة”.
“روسيا لا تزال التهديد الخارجي الأكبر”
وغالبا ما تتهم الولايات المتحدة روسيا بمحاولة التأثير على انتخاباتها المحلية، بدءا من الاقتراع الرئاسي في 2016 الذي فاز فيه الجمهوري دونالد ترامب على الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وكانت مديرة الاستخبارات الأمريكية إيفريل هاينز قد حذرت في أيار/مايو الماضي من العدد المتزايد للقوى الخارجية التي تسعى للتأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعدّدت من بين هذه القوى “روسيا والصين وإيران”، موضحة أنّ “روسيا لا تزال تشكل التهديد الخارجي الأكبر” على الانتخابات.
عقوبات روسية مضادة
وفي رد أولي، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس، أن موسكو ستستهدف وسائل الإعلام الأمريكية ردا على الإجراءات لحق روسيا اليوم.
ووصفت زاخاروفا العقوبات الأمريكية بأنها “حملة شعواء” هدفها إثارة ذعر الشعب الأمريكي مضيفة “سيكون هنالك رد على تصرفات السلطات الأمريكية التي تتعارض مباشرة مع التزاماتها في مجالات توفير حرية الوصول إلى المعلومات والتعددية الإعلامية”.
والجمعةـ تعهّد الكرملين بفرض “قيود” على وسائل إعلام أمريكية في روسيا، ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله “لا يمكن اتخاذ تدابير مشابهة، ذلك أنّه لا توجد وكالة أنباء رسمية تابعة للولايات المتحدة ولا قناة تلفزيونية حكومية. ولكن بالطبع، ستكون هناك إجراءات تشمل قيودا على بث وسائل إعلامهم”.
وفي إحاطة هاتفية لاحقة مع الصحافيين، لم يتطرّق بيسكوف إلى تفاصيل الإجراءات المُعلن عنها بينما كرّر إدانته للعقوبات الأمريكية، وقال “واشنطن لا تسمح حتى بإمكانية وصول المعلومات الصادرة من عندنا إلى أي شخص، ونحن ندين بشدّة هذا الموقف غير المقبول”.
ويأتي هذا التصعيد في إطار التوتر المستمر بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث تسعى واشنطن لمواجهة محاولات التدخل الروسي في الشؤون الداخلية الأمريكية، في حين ترى موسكو أن هذه الإجراءات جزء من حملة سياسية تستهدف إعلامها.