تتكشف بين الحين والآخر علاقات التواصل بين أفراد ينتمون الى خط محور الممانعة وآخرين من شبكات الموساد الاسرائيلي الذين يختارون بـ”دقة” أهدافهم، فيوقعونهم في “مصيدة” الأموال مقابل معلومات يحصل ون عليها من مصادر موثوقة.
بعد 4 أشهر على توقيفه، انتهت قضية اتهام الباحث في الشؤون الاسلامية هيثم مزاحم بجرم التواصل مع عميلة موساد اسرائيلي وتنفيذ مهمات كلفته بها لقاء مبالغ مالية، ليحصل المنتمي الى ” قناة الميادين” المعروفة الولاء، على حكم بالبراءة من المحكمة العسكرية، بعد أن دافع عن ولائه لـ”حزب الله”: “كان عمري 16 عاما عندما انتسبت الى المقاومة وبقيت 13 عاما معها فهل بعد كل هذا التاريخ النضالي ان اتعامل مع الموساد؟“.
برر مزاحم تواصله مع ياسمين الرشيد بأنها “علاقة عمل” ونفى لقاءه بها واكتفى باطلاعه على سيرتها الذاتية من صفحتها على الفايسبوك لتتوطد العلاقة مع الصحافية البلجيكية من اصل فلسطيني افتراضياً، وبدأت بارسالها له مقالاً نشره على احد مواقعه المختصة بالشؤون العربية والفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي، واستمر التعاون خمس سنوات حيث كانت تطلب منه اجراء مقابلات تصب في خدمة القضية الفلسطينية وتنتقد الانتهاكات الاسرائيلية وجرائمها.
اعترف مزاحم بتقاضيه ما يقارب الستة آلاف دولار من الرشيد قامت بتحويلها اليه كبدل اتعاب له عن مقالات كتبها عن القضية الفلسطينية بناء على طلبها، الا أنه رفض الظهور على محطة تلفزيونية والتحدث ضد العلاقة بين حركة حماس وايران، لافتاً الى “أنه حذف الرسائل بينهما كونها مضى عليها اكثر من سنتين وهي متصلة ببعضها وعبارة عن بريد واحد.
جزم مزاحم بأن الرشيد لم تطلب منه أي عمل امني او معلومات لينفي ما قاله عنها في بداية التحقيق بأنها من الموساد ، ليتلاقى مع كلم محاميته التي لفتت الى أن “موكلها ذكر اسم ياسمين الرشيد تلقائيا اثناء التحقيق الاولي معه، ولو كان يعلم فعلا انها تكن العداء لفلسطين وقريبة من الكيان الاسرائيلي لما ذكر اسمها اساساً”، مؤكدة “أن الرشيد لا تزال تنشر مقالات عن دحلان وحماس والقضية الفلسطينية، وبأن موكلها صحافي وكتاباته تتناول مواضيع سياسية والرسائل التي قام بحذفها لا تتضمن اي شبهات ، وما تقاضاه من مال هو بدل مقابلات وحوارات اجراها موكلها مع مراسلين فلسطينيين، كما أن مقالات الرشيد لا تدل على انها عميلة للموساد الاسرائيلي”.