أعلن مصدر بإدارة الأمن العام اعتقال رئيس المخابرات العامة السابق في سوريا اللواء إبراهيم حويجة.
وفي تصريح لـ “سانا”، كشف المصدر: “بعد الرصد الدقيق والتحري، تمكنت قواتنا في مدينة جبلة من اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة رئيس المخابرات العامة السابق في سوريا والمتهم بمئات الاغتيالات بعهد المجرم حافظ الأسد، منها الإشراف على اغتيال كمال بيك جنبلاط”.
وسط الانشغال المحلي في الساحل السوري بتداعيات الحملة الأمنية في حي الدعتور على أطراف اللاذقية يومي الثلاثاء والأربعاء، والتي شهدت وقوع مجزرة راح ضحيتها 7 إلى 10 أشخاص بينهم أم وطفلها الرضيع، انفجرت اشتباكات عنيفة في ريفي جبلة واللاذقية سقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى من قوات الأمن والمسلّحين الذين قيل إنّهم من أنصار الرئيس السابق بشار الأسد.
وبدأت التطوّرات الخطيرة عندما باشرت قوات الأمن العام حملة جديدة في ريف جبلة بذريعة تعرّض أحد عناصرها للقتل في المنطقة وجرح آخرين.
من هو ابراهيم حويجة؟
اللواء إبراهيم حويجة ينحدر من ناحية عين شقاق في منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية في سوريا. عين شقاق هي بلدة متاخمة لبلدة بيت ياشوط، مسقط رأس اللواء محمد الخولي، الرئيس السابق لإدارة المخابرات الجوية.
تُعتبر عين شقاق واحدة من القرى الواقعة في الساحل السوري، وتتميز ببيئتها الريفية وتضاريسها الجبلية. تُعرف هذه المنطقة بأنها موطن لعدد من الشخصيات البارزة في الأجهزة الأمنية السورية.
بدأ حويجة مسيرته العسكرية كضابط في القوات المسلحة السورية في فترة السبعينيات، قم أصبح برتبة نقيب، ومع مرور الوقت، تمت ترقيته ليصبح مديرًا لإدارة الاستخبارات الجوية عام 1995، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2002.
تُعتبر إدارة الاستخبارات الجوية من أهم الأجهزة الأمنية في سوريا، حيث كانت تتبع مباشرة للرئيس السوري الأسب حافظ الأسد. لعبت دورًا محوريًا في مراقبة الأنشطة العسكرية والمدنية، وكانت مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية ومتابعة التحركات الداخلية والخارجية التي قد تشكل تهديدًا للنظام.
علاقته باغتيال كمال جنبلاط
في 16 آذار 1977، اغتيل الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط، قائد الحركة الوطنية في لبنان ووالد الزعيم الحالي وليد جنبلاط. جاء هذا الاغتيال في ظل توترات سياسية كبيرة بين جنبلاط والنظام السوري بقيادة حافظ الأسد.
اتهمت العديد من المصادر النظام السوري بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وتحديدًا رفعت الأسد، شقيق الرئيس، إلا أن أصابع الاتهام وُجّهت أيضًا إلى إبراهيم حويجة، الذي كان يشغل حينها رتبة نقيب في الاستخبارات الجوية.
وفقًا لإفادة وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 7 أيار 2015، أشار إلى أن التحقيقات اللبنانية في مقتل والده كمال جنبلاط انتهت إلى أن مكتب المخابرات السورية في بيروت، الذي كان يترأسه العقيد إبراهيم حويجة، هو الذي قام بعملية الاغتيال. كما اتهم الخولي بالوقوف أيضا وراء العملية.
بالإضافة إلى دوره في اغتيال كمال جنبلاط، ارتبط اسم إبراهيم حويجة بعدة أحداث أخرى. فقد ذُكر أنه كان من المقربين من رفعت الأسد، وقيل إنه لعب دورًا في قمع انتفاضة حماة عام 1982، حيث كانت الاستخبارات الجوية من الأجهزة التي شاركت في العمليات العسكرية ضد المعارضة آنذاك.
إقالته من منصبه
في عام 2002، أقال الرئيس بشار الأسد اللواء إبراهيم حويجة من منصبه كمدير لإدارة الاستخبارات الجوية، بعد أن شغل هذا المنصب لمدة تقارب 15 عامًا. لم تُعلن الأسباب الرسمية لإقالته، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أنها جاءت في إطار تغييرات داخلية في الأجهزة الأمنية.
إبراهيم حويجة م تزوج وله ابنة تُدعى كنانة حويجة، التي كانت تعمل كمذيعة في التلفزيون السوري الرسمي. برز اسمها في السنوات الأخيرة كمفاوضة باسم النظام السوري مع فصائل المعارضة، حيث ظهرت في عدة مقاطع فيديو وهي تتفاوض على عمليات إجلاء أو مصالحات في مناطق مختلفة من سوريا. اتهمها المرصد السوري لحقوق الإنسان بتقاضي عمولات على صفقات تهجير المعارضين بلغت مئات آلاف الدولارات، وأطلق عليها لقب «المذيعة المليونيرة».