قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إن العلاقات بين نيودلهي وواشنطن أقوى وأعمق من أي وقت مضى، مضيفا في حوار لصحيفة “وول ستريت جورنل”أن الهند تتحرك لتأمين ما تراه “مكانا مناسبا لها على المسرح العالمي في وقت الاضطرابات الجيوسياسية”.
وأضاف مودي في مقابلة قبل زيارته الرسمية الأولى لواشنطن بعد تسع سنوات في المنصب: “هناك ثقة غير مسبوقة” بين قادة الولايات المتحدة والهند.
وأشاد بالتعاون الدفاعي المتنامي بين البلدين باعتباره “ركيزة مهمة لشراكتنا”، التي قال إنها تمتد لتشمل التجارة والتكنولوجيا والطاقة.
ووفقا للصحيفة، من المتوقع أن يستكمل مودي خلال زيارته لواشنطن، الأسبوع الجاري، صفقات ل تصنيع محركات مقاتلة نفاثة في الهند لتشغيل طائرات مقاتلة خفيفة متطورة، وشراء طائرات بدون طيار مسلحة على ارتفاعات عالية من الولايات المتحدة، وذلك في اتفاقية بمليارات الدولارات لتعزيز جهود المراقبة في المحيط الهندي وبالقرب من حدود الهند المتنازع عليها مع الصين في جبال الهيمالايا.
وبينما يقاتل الغرب ضد موسكو، وبشكل متزايد ضد الصين، فإن نيودلهي ستستفيد، بحسب الصحيفة، التي ترى أن واشنطن توددت للهند على أمل أن تكون ثقلا استراتيجيا موازنا لبكين.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تحركت لتعميق العلاقات الدفاعية حتى مع قيام نيودلهي بشراء كميات كبيرة من النفط الروسي بأسعار مخفضة، ما يوفر الدعم المالي لموسكو وهي تشن حربا في أوكرانيا.
وبشكل عام، كانت رسالة مودي أن بلاده سيصبح لها مكانة مؤثرة في الفترة القادمة انطلاقا من دور الهند في السياسة العالمية إلى مساهماتها في الاقتصاد العالمي.
كما سعى مودي إلى تصوير نيودلهي على أنها الزعيمة الطبيعية للجنوب العالمي، وذلك بالتزامن مع تطلعات البلدان النامية التي تم إهمالها منذ فترة طويلة وأصبحت الهند قادرة على التعبير عنها، بحسب الصحيفة.
وقال مودي: “الهند تستحق صورة ودورا أعلى وأعمق وأوسع … الهند لن تحل محل أي دولة، لك نها تكتسب مكانتها الصحيحة في العالم”.
وأضاف: “أصبح العالم اليوم أكثر ترابطا من أي وقت مضى، ولخلق المرونة، يجب أن يكون هناك مزيد من التنوع في سلاسل التوريد”.
ودعا الزعيم، البالغ من العمر 72 عامًا، إلى إجراء تغييرات في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لتكييفها مع نظام عالمي متعدد الأقطاب بشكل متزايد وجعلها أكثر تمثيلا للدول الأقل ثراءً في العالم وأولوياتها، بداية من عواقب المناخ لتخفيض الديون.
وربط مودي العديد من مشاكل العالم، مثل الإرهاب والحروب بالوكالة، بفشل المؤسسات العالمية التي تم إنشاؤها خلال الحرب الباردة للتكيف، وقال إن المؤسسات العالمية مثل الأمم المتحدة يجب أن تتغير.
وقال مودي: “بالنسبة للعلاقات الثنائية الطبيعية مع الصين، فإن السلام والهدوء في المناطق الحدودية ضروريان”.
وأضاف: “لدينا إيمان أساسي باحترام السيادة وسيادة القانون والحل السلمي للخلافات والنزاعات”.
وتحدث مودي عن موقف بلاده بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، قائلا “لا أعتقد أن هذا موقفنا الناقد لروسيا منتشر في الولايات المتحدة”.
وأضاف: “يقول بعض الناس إننا محايدون. لكننا لسنا محايدين. على جميع الدول احترام القانون الدولي وسيادة الدول، والخلافات يجب أن تحل بالدبلوماسية والحوار وليس بالحرب”.