تستعد العاصمة الفرنسية باريس لتنظيم دورة الأ لعاب البارالمبية الصيفية الـ17 بمشاركة 4400 رياضي يتنافسون في 22 من التخصصات الرياضية في مواقع مشهورة في عاصمة الأنوار.
تأسست فكرة الألعاب البارالمبية عام 1948 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما نظم الدكتور لودويج جوتمان بطولة رياضية صغيرة للمحاربين القدامى المصابين في مستشفى ستوك ماندفيل بلندن، بالتزامن مع الألعاب الأولمبية.و كان الهدف من هذا الحدث تقديم بطولة رياضية مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة تطورت الفكرة حتى نُظمت أول دورة رسمية للألعاب البارالمبية في عام 1960 في روما.
اليوم، تُعتبر الألعاب البارالمبية ثاني أكبر حدث رياضي دولي متعدد الرياضات، حيث يشارك فيها رياضيون من ذوي الإعاقات مثل الشلل والبتر وضعف البصر. تُقام الألعاب بنسختها لصيفية والشتوية بعد كل دورة أولمبية، تحت إشراف اللجنة البارالمبية الدولية. تشمل الرياضات مثل كرة السلة على الكراسي المتحركة، السباحة، وألعاب القوى، إضافة إلى التزلج على الجليد في الألعاب الشتوية، ويتم تنظيم هذه الرياضات لضمان التنافس العادل بين الرياضيين من خلال تصنيفهم وفقاً لشدة ونوع الإعاقة.
ويأتي اسم “الألعاب البارالمبية” من دمج كلمتين بارابليجيك التي تعني مشلول مع أولمبيك أي الأولمبية حيث بدأت البطولة مخصصة للمصابين في النخا ع الشوكي. مع توسع نطاق المشاركين، تم تبني التعريف الرسمي الذي يشير إلى البطولة التي تُقام بجانب الأولمبياد باستخدام الحرف اليوناني “بارا” أي بجانب وكان دورة الألعاب الصيفية في سيول 1988 هي الأولى التي يُعتمد فيها اسم “بارالمبياد” رسميًا.
وشعار الألعاب البارالمبية، الذي يعكس “الروح في الحركة”، يتضمن الألوان الأحمر والأزرق والأخضر، وهي الألوان الأكثر تكرارًا في أعلام الدول. يتم عرض الألوان على شكل: “أجيتو” رمز لاتيني يعني “أنا أتحرك”، وهو تصميم الهلال غير المتماثل الذي صُمم خصيصًا للبارالمبياد. في عام 2003، تم تعديل الشعار والرمز ليمثلا بشكل أفضل روح البارالمبيين وأهداف اللجنة البارالمبية الدولية، التي تسعى لتمكين الرياضيين البارالمبيين وإلهام العالم.
شعار الألعاب البارالمبية ـ باريس 2024
تاريخ الرياضيين ذوي الإعاقة والألعاب البارالمبية
يذكرأن قبل ظهور الألعاب البارالمبية، كان هناك رياضيون ذوو إعاقة يشاركون في الألعاب الأولمبية. من بين هؤلاء، الألماني الأمريكي جورج إيسر الذي فاز بست ميداليات، منها ثلاث ميداليات ذهبية في يوم واحد، باستخدام ساق صناعية في الأولمبياد الصيفية. كذلك، أحرز المجري كارولي تاكاكس ذهبيتين في الرماية رغم بتر ذراعه الأيمن، وحققت الدنماركية ليز هارتيل إنجازات بارزة في ترويض الخيول على الرغم من إصابتها بشلل الأطفال.
في عام 1948، نظم الدكتور لودويج جوتمان أولى مسابقات رياضية للأشخاص ذوي الإعاقة في مستشفى ستوك ماندفيل بلندن، وشارك فيها هولندا في دورة 1952، مما شكل الأساس للألعاب البارالمبية التي نعرفها اليوم.
مسيرة نحو تمكين الرياضيين ذوي الإعاقة
وفيما تُركز الألعاب البارالمبية على إنجازات الرياضيين بدلاً من التركيز على إعاقتهم. منذ بدايتها، تطورت الألعاب بشكل كبير، حيث تضاعف عدد المشاركين في الألعاب الصيفية من 400 في دورة روما 1960 إلى 3900 من 146 دولة في بكين 2008. أصبحت الألعاب البارالمبية الصيفية والشتوية معترفًا بهما دوليًا، وتوسعت لتشمل الأشخاص ذوي الإعاقات من جميع أنحاء العالم.
أبرز الرياضات في الألعاب البارالمبية
الألعاب البارالمبية الصيفية: تشمل 22 رياضة، مثل ألعاب القوى (الجري، الوثب، ورمي القرص)، السباحة، تنس الطاولة، كرة السلة على الكراسي المتحركة، والجودو. الألعاب البارالمبية الشتوية: تشمل 6 رياضات، مثل التزلج على المنحدرات الثلجية، التزلج الريفي على الثلج، وهوكي الجليد.
الفرق بين الأولمبياد الخاص والألعاب البارالمبية
في حين الأولمبياد الخاص مخصص للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، بينما الألعاب البارالمبية مخصصة لذوي الإعاقة الجسدية.
تُقام الألعاب البارالمبية بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية كل أربع سنوات، بينما تُنظم الأولمبياد الخاص في السنة التي تسبق الأولمبياد الصيفية. بدأت الأولمبياد الخاص في 1968 في شيكاغو، وأقيمت لأول مرة خارج الولايات المتحدة في دبلن عام 2003.
في الأولمبياد الخاص، يمكن لأي شخص ذو إعاقة ذهنية فوق عمر 8 سنوات المشاركة، بينما في الألعاب البارالمبية يجب أن يكون المشاركون رياضيين محترفين وفق معايير أداء محددة.
بعثات مصر والسعودية تستعد للافتتاح
وتشارك البعثة المصرية بـ54 لاعبًا ولاعبة في 10 رياضات، مع التركيز على 17 لاعبة في تخصصات متنوعة. كما أعلنت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية عن أكبر بعثة في تاريخها، تضم 9 رياضيين في 5 ألعاب. حفل الافتتاح سيقام مساء الأربعاء 28 أغسطس، وسيحمل العلم المصري الثنائي رحاب رضوان وعلي الزيني.