"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

الخزانة الأميركية والأخطبوط اللبناني!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 4 أبريل 2023

لن يكون حبرُنا نادرًا في التعليق على إدراج الولايات المتحدة الأميركية للأخوين ريمون وتيدي رحمة في قائمة العقوبات الخاصة بالمتورطين في عمليات فساد، على حساب لقمة عيش شعوبهم!

فهذا الحدث الأميركي الذي يأتي بتوقيت “حمّال أوجه” سوف يستدعي كتابات وتحليلات كثيرة، نظرًا لارتباطات هذين الشقيقين بطيف واسع من السياسيّين اللبنانيّين ومن يدور في فلكهم من إعلاميّين ومصفّقين وموالين ومستفيدين وانتهازيّين.

ولكن ما سوف تكون له الأولويّة في تحليل هذا الخبر هو الإعلان السابق لرئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجيّة عن علاقته الحميمة جدًّا بالأخوين رحمة، ولا سيّما ريمون “صديقي وأخي”، والسفريات التي كانا يقومان بها معًا على طائرة الأخوين الخاصة.

إنّ السؤال الذي سوف يلهب كلّ الألسنة، في ضوء هذا الحدث: هل هذه رسالة أميركيّة، موجّهة بتوقيت مفصلي، ضد مرشّح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجيّة؟

ويشبه هذا السؤال ذاك السؤال الذي كان قد ساد يوم إنزال العقوبات الأميركيّة ضدّ كلّ من الوزير السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس ( 9 أيلول 2020)، في حمأة إطلاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمبادرة الفرنسية: هل هذه رسالة أميركية ضد النهج الفرنسي في لبنان، حيث يبرز التناغم مع “حزب الله”؟

بطبيعة الحال، سوف تتعدّد الأجوبة بتعدّد مصادرها، إذ إنّ ثمة من سوف يربط الأخوين رحمة ب”القوات اللبنانيّة” وآخرين بمسؤولين في “التيار الوطني الحر” ورئيس “تيّار المستقبل” سعد الحريري، ولكنّ الأكيد أنّ هذه الإرتباطات ليست حدثيّة، لأنّ الأهم هو ارتباطات الأخوين بالمرشح سليمان فرنجية الذي يحمله “الثنائي الشيعي” وفرنسا، بالتكافل والتضامن، على الأكف.

ولكن كل ذلك على أهميّته يبقى تفصيليًّا، لأنّ الأهم أنّ “الحدث الأميركي” يُظهر لنا أنّنا ضحايا “اخطبوط” ضخم أطبق على خزينتنا وعلى أموالنا وعلى دولتنا وعلى لقمة عيشنا!

ما ذكرته وزارة الخزانة الأميركية في بيان “إنزال العقوبات” لم يكن مفاجئًا بحيثياته، فهذه الوقائع عن تورط شركة “الشقيقين رحمة” باستيراد فيول مغشوش ل”شركة كهرباء لبنان” ممّا أدى الى تخريب محطات توليد الكهرباء، يعرفها اللبنانيّون، ولكن الفرق أنّ القضاء اللبناني الذي ترد إليه الملفات، وبعد أن يوصل رسالة ابتزاز من خلال الملاحَقة، يعود ويتوقف، بعد أن يدفع الملاحَق “الجِزية” للملاحِق!

إنّ هذا القرار الأميركي وقع في توقيته الصحيح ليس بسبب “النزاع السياسي”، بل لأنّه في هذه اللحظة الكارثيّة من حياتنا الوطنيّة، يسلّط الضوء على حاجتنا الى نوع جديد من القادة السياسيّين في لبنان. قادة ترتبط مصالحهم بالشعب وليس بشركات تكمن قوتها في قدرتها على إقامة علاقات حميمة بقادة يصغرون أمام مموّل، وطائرة خاصة، ورحلات استجمام مجانية، وحسابات مموّهة في مصارف “الجنّات الضرائبيّة”.

المقال السابق
باحتمال ١ بالمليار: ورم دماغي قاتل يصيب ٣ أفراد من العائلة نفسها
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

ثرثرات فوق الضفة الأخرى من النهر!!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية