"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

بعدما احتلّ مراتب عليا في قائمتَي التعاسة والتضخم..لبنان يتربّع على "عرش النحر السياسي"

منى خويص
السبت، 25 مارس 2023

بعدما احتلّ مراتب عليا في قائمتَي التعاسة والتضخم..لبنان يتربّع على "عرش النحر السياسي"

في تصنيف الدول ال ١٣٧ الاكثر سعادة احتل لبنان المرتبة ال ١٣٦ بعد افغانسان التي تربّعت على “عرش التعاسة”.

وفي نسب التضخم، لن يتخلّ لبنان عن صدارة القائمة، فاحتل المرتبة الثالثة بعد فنزويلا وزيمبابوي بنسبة تضخم تبلغ ٣١٣٪؜، وجاءت سوريا في المرتبة الرابعة بنسبة تضخم ١١٩٪؜ وتلتها ايران ومن ثم مصر.

وبين مطرقة التعاسة وسندان التضخم يمر البلد وشعبه بأسوأ أزمة سياسية، مالية، اقتصادية واجتماعية عرفها منذ تاريخ اعلانه كدولة حتى الآن. الانهيار صدّع كل شي وزعزع كل البنى، فيما لا تملك المنظومة الحاكمة سوى الانكار للواقع والتهرب من المسؤولية والكيدية السياسية في تعاطيها مع الواقع المأزوم والاستحقاقات الداهمة سيما منها رئاسة الجمهورية العالقة بين طرفين كل منهما يتمترس عند خياراته ولا يملك اي مبادرة او خطوة تدفع باتجاه حلحلة الوضع.

قوى معارضة مشتتة لا تطمح إلّا الى القدرة على التعطيل لتتمكّن من الإتيان برئيس يعيد للرئاسة اعتبارها وللدولة دورها. في المقابل هناك قوى ممانعة تتمسك بسليمان فرنجية مرشحًا ،وتعمل دون كلل او ملل، لتؤمن له ٦٥ صوتًا وتضمن له حضور ٨٦ نائبا في البرلمان الذي لن تفتح ابوابه، حسب أوساطها ، إلا إذا تيقنت من أنّ فتح الباب سيفتح بالمقابل باب قصر بعبدا لسليمان فرنجية.

يُخطىء من يظن أنّ الثنائي الشيعي سيتراجع عن قراره، وانّ الظروف الاقليمية والدولية لا تصب لصالحه خصوصا بعد الاتفاق السعودي الايراني والموقف الفرنسي الذي يدفع ايضا بهذا الاتجاه، وان هناك ممانعة اميركية في التعامل مع فرنجية كرئيس في حال تم انتخابه.

“القصة قصة وقت”، حسبما تفيد أوساط مقربة من قوى الممانعة، وما دعوة الامين العام ل”حزب الله” السيّد حسن نصرالله لعقد طاولة للحوار الاقتصادي، الا دليلًا على محاولة الحزب معالجة الوضع الاقتصادي المتأزم، الى حين نضوج طبخة فرنجية، الأمر الذي تقرأ فيه قوى المعارضة محاولة من “حزب الله” تنم بداية عن تهميش الاستحقاق الرئاسي ودور الرئاسة والايحاء بأنها حريصة على وجع الناس وعلى الحد من تداعيات الانهيار، في حين أنّ ذلك، حسب رأي المعارضة، لا يمكن ان يحدث الا من خلال اتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة، وإنجاز الاصلاحات المطلوبة، والاتفاق مع صندوق النقد، والا فإنّ البلد ستستمر اوضاعه في التدحرج الى قعر القعر.

بالسؤال عما اذا كان الثنائي الشيعي في وارد التخلي عن مرشحه يجيب، بأن الثنائي لن يتراجع الا في حال تمنع المرشح سليمان فرنجية عن اعلان ترشحه.

لن تتمكن قوى الممانعة من فرض خياراتها، يقول احد نواب المعارضة، فلكل حقبة خاصيتها، والظروف احيانا تفرض نفسها ومعاييرها،فاتفاق الدوحة انتج ألرئيس ميشال سليمان على الرغم من ان الجنرال عون آنذاك كان يمني نفسه بالرئاسة وكانت طبخة ترئيسه على النار، لكن الظرف لم يكن متاحا له، فجيء آنذاك بميشال سليمان، كما أنّ الرئيس الشهيد رينيه معوض بعد اتفاق الطائف كان الاسم المناسب لتولي رئاسة الجمهورية، وهناك الكثير من الأمثلة عن مجيء اسماء الى سدة الرئاسة فرضتها الظروف. اليوم الوضع والظروف مماثلة، فلبنان يحتاج إلى رئيس من خارج النادي السياسي، ومن خارج الاصطفافات السياسية في البلد، ولديه رؤية في السياسة والاقتصاد، وقادر على ادارة الازمة وقيادة لبنان الى سكة التعافي، وهذه أمور لا تنطبق على سليمان فرنجية.

ويضيف هذا النائب المعارض إنّ من يراهن على الاتفاق الايراني السعودي ويتطلع اليه وكأنه انتصار لايران، هو مخطىء، ولا يقرأ جيدًا في الكتاب السعودي، او في الشروط السعودية الواضحة، ويعتبر ان الوقت الذي تراهن عليه الممانعة لن يكون لصالحها وهي بمراهنتها على عامل الوقت ستدفع الامور الى المزيد من التأزم والتعقيد والمطلوب منها بدلًا من الدعوة الى طاولات حوار سياسية بداية ثم اقتصادية لاحقًا، ان “تنزل عن الشجرة” وتذهب الى التوافق مع القوى المعارضة حول رئيس انقاذي.

وبالسؤال عما اذا كان الثنائي الشيعي في وارد التخلي عن مرشحه يجيب، بأن الثنائي لن يتراجع الا في حال تمنع المرشح سليمان فرنجية عن اعلان ترشحه.

فهل يفعلها سليمان فرنجية؟

المقال السابق
قرار "مشبوه" يقسم الساعة.. و"تمرّد" على وضع لبنان خارج الزمن!

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

ماذا لاحظ متابعو تشييع ابراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية لبيروت؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية