بدا الفارق كبيرًا في مضمون برقية التهنئة التي وجهها الأمين العام لحزب الله حسن نص رالله الى الرئيس الايراني المنتخب مسعود بزشكيان عن سابقتها التي هنأ بموجبها الرئيس السابق ابراهيم رئيسي، غداة انتخابه في حزيران 2001.
وصف نصرالله انتخاب بزشكيان بالمبارك، ولكنه في برقيته الى رئيسي كان قد وصف انتخابه بالعبارات الآتية:” إنني أبارك لسماحتكم هذا الفوز الكبير والرائع بثقة الشعب الإيراني العظيم وانتخابكم رئيساً للجمهورية الإسلامية في إيران في مرحلة حساسة ومصيرية من تاريخ إيران والمنطقة، مما أحيا الآمال الكبيرة لدى الشعب الإيراني العزيز وشعوب منطقتنا المظلومة بالمستقبل القريب الآتي وفي القدرة على مواجهة كل التحديات والصعاب والتغلب عليها إن شاء الله من خلال رئاستكم الثورية وجهودكم المخلصة وفي ظل قيادة سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف وإرشاداته الحكيمة والملهمة”.
نادى نصرالله بزشكيان بلقب “دبلوماسي”، فقال له ” سيادتكم” في حين شدد على استعمال توصيف “سماحتكم” في مناداته لرئيسي، في إشارة مهمة الى انتماء نصرالله ورئيسي معًا الى “التيار الديني”، الأمر الذي لا ينطبق نهائيًّا على بزشكيان.
تعاطى نصرالله بحيادية مع بزشكيان إذ لم يلحظ أي صلة سابقة بينهما، من جهة وبين بزشكيان وحزب الله من جهة أخرى، الأمر الذي كان مختلفًا جوهريًّا مع رئيسي، إذ كان نصرالله قد قال له:” لقد كنتم يا سيادة الرئيس دائماً عوناً للمظلومين والمعذبين والمستضعفين، كما كنتم داعماً للمقاومين ومحور المقاومة طيلة مراحل جهادكم وتصديكم للمسؤوليات المختلفة. واليوم يتطلع إليكم كل المقاومين والشرفاء والأحرار ومن خلال موقعكم الجديد ويرون فيكم حصناً منيعاً وملاذاً آمناً وسنداً قوياً في مواجهتكم المتواصلة ومقاومتكم الدامية ضد كل المحتلين والغزاة والمعتدين والمستكبرين”.
في هذا المجال، تجاوز نصرالله أي رهان على بزشكيان وركز على الجمهورية الاسلامية في ايران وعلى الخامنئي فقط، وقال في برقيته للرئيس الذي اعلن انتخابه أمس السبت:“إننا في حزب الله وفي جميع حركات المقاومة في المنطقة، وكجزءٍ من شعوبها التي تخوض منذ سنوات ٍ طويلةٍ مواجهةً مفتوحةً مع قوى الاحتلال الصهيوني ومشروع الهيمنة الأميركية، إننا دائماً نتطلّع الى الجمهورية الإسلامية في إيران كسندٍ قويٍّ وثابتٍ ودائم للمقاومين والمظلومين، منذ انتصار الثورة الإسلامية بقيادة سماحة الإمام الخميني واستمراراً مع قيادة سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي، ومع الحكومات المتعاقبة في الجمهورية الإسلامية”.
وكان “حزب الله” يأمل في ان تنتهي انتخابات الرئاسة الإيرانية الى فوز واحد من مرشحي التيار المحافظ، إذ كان جميع هؤلاء يتقدمهم سعيد جليلي على علاقة دائمة ولصيقة بالحزب ونصرالله!