"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

احذر هؤلاء الأشخاص... إنهم يستغلون ضعفك!

كريستين نمر
الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023

احذر هؤلاء الأشخاص... إنهم يستغلون ضعفك!

قد يكون لكل امرئ في محيطه العائلي أو في دائرة أصدقائه، شخص مزعج بكلماته، فظٌّ بتصرّفاته، ثقيل بحضوره، عدواني، سلبيّ، يحاول استغلال نقاط ضعف الآخرين، يستنزف طاقتهم من خلال فرض آرائه والتدخّل في خصوصياتهم، وذلك لغاية ما، أو سعيًا منه للحصول على متعة ما، فيحدث، بعد فترة، أن يوقظ تصرّفه هذا ضحاياه، من خلال إشارات يرسلها جسمهم، مثل التوتر والاضطراب والقلق، تجعلهم يتساءلون عما إذا كانوا حقًا سذّجًا وضعفاء لدرجة السماح لأمثال هذا “العدواني السلبي” كما يطلق عليه في علم النفس، بالتأثير على حياتهم والسيطرة على كيانهم.

ولكن كيف يمكن للمرء أن يكون حصنًا منيعًا في وجه هذا الذئب الذي يسعى الى التسلّل إلى حياته، وهل من سبيل للتعرّف عليه وتجنّب تأثيراته السلبيّة هذه؟

يحدّد الخبراء في علم النفس ست صفّات يتسّم بها هؤلاء، ينبغي معرفتها للتمكّن من تجنّبها كما يقولون، وهي:

١- الأناني:

هو الشخص الذي تتملّكه الأنانية أو حب الذات، وغالبًا ما يسعى إلى التقليل من قيمة الاخرين والتركيز على نفسه بحيث يجعل كل محادثاته تدور حوله، وهذا النمط من السلوك منتشر بشكل كبير ومن السّهل التعّرف عليه، إذ غالبًا ما يبدأ الشخص الذي يعاني من هذا النمط السلوكي جمله بعبارة “أنا”، كما يتمتّع بنسبة عالية من الذكاء ويكون منذ صغره محاطًا بالثناء والإعجاب، كما من الممكن أن يكون قد عانى من الإهمال وعدم الاهتمام.

ويسيطر أصحاب هذا السلوك بشكل عام على الأشخاص الذين يعانون من نقص واضح في تقدير الذات، فيظن الشخص الضحية -عن طريق الخطأ طبعًا- أنّ بمعاشرته لهؤلاء الأشخاص سيستمدّ منهم القوّة والحماية ويصبح من أصحاب الشأن.

٢- الشخص الشرير النرجسي:

              موهوب بتحميل الآخرين عبء المسؤولية

يعرّف الطبيب النفسي بول ديني في كتابه ” الإلزام والرضا” هؤلاء الأشخاص بالذين “يسعون الى تدمير الآخرين من أجل تعزيز تقديرهم لذواتهم، وذلك من خلال ربط علاقات مصحوبة بضغوط وتأثيرات تهدف إلى ضمان التزام وولاء وثبات الآخرين لهم، وهو ما يسمّى في علم النفس ب”الشرذمة النرجسيّة” بحيث يعتقدون أن التلاعب بالآخر والحطّ من قدره هو وسيلة للارتقاء بأنفسهم”، فالنرجسي كما يقول الطبيب النفسي سامويل لوباستييه “موهوب بتحميل الآخرين عبء المسؤولية”.

_٣ السيطرة على الآخر:

غالبًا ما يكون “ميثومانيًا” أي الذي يغرق ضحاياه بالأساطير والأخبار الكاذبة التي لا تمتّ إلى الحقيقة بصلّة، ونجدهم في بعض الأزواج الذين يسعون إلى عزل “ضحاياهم” (زوجاتهم) تدريجياً، بالتلاعب بهنّ والتأثير عليهن عاطفيًا، بهدف قطعهن عن أحبائهن وحياتهن العمليّة، فيرتبطن بهم بطريقة مرضيّة يصعب عليهن تخيّل حياتهن من دونهم، ويحرص هؤلاء على إخفاء هويتهم الحقيقية حتى عن أقرب الناس إليهم، ويحاولون اقناعهم بأنهم منزّهين عن كل عيب أو نقد، كما نجدهم بشكل كبير بين النصابين والزعماء الروحيين الذين يقدّمون أنفسهم كسحرة، فيسيطرون على ضحاياهم بالكذب والدهاء والاحتيال. وتقول ماريون بليك الاختصاصية في العلوم النفسية والعلاجية: “يبتزون ضحيتهم عاطفيًا بهدف السيطرة عليها والتحكّم بها”.

٤__-المازوشي:

             لا يعتقد أبدًا أنه يستحق ما يحقّق 

هو الذي يعتقد بأنه يستحق كل ما يحدث له من مصائب، وبسلوكه هذا يقوم بتدمير نفسه بشكل متعمّد وبجرّ كل من حوله إلى الهاوية، ويقول باستييه: “لا يعتقد أبدًا أنه يستحق ما يحقّقه” ويعيد ذلك بالدرجة الأولى إلى نقص في الثقة بالنفس وشعور كبير بالذنب، فيمكن للطالب على سبيل المثال، أن يفشل في امتحان لخوفه من الانتقال إلى مرحلة البلوغ، كما يمكن للموظف أن يعرقل ترقيته لأنه يعتقد بأنه لن يكون على قدر المسؤولية…

٥- الغيور:

            يقارن نفسه بالآخرين لملء فراغه الداخلي

هو الذي يرى دائمًا “العشب أكثر اخضرارًا عند جيرانه”، إذ لا يتوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين “لملء فراغه الداخلي”، كما تقول فرانس بيكار وهو يختلف عن الحسود، بحيث يتسّم بالنفور من كل ما يرى، ويكون سلاحه النقد والشائعات والكراهية، ويتصرّف كأنه قاضٍ رسالته استعادة العدالة أمام مجتمع لا يعرف حقوقه.

٦- المولع، الذي يتخيّل الأمور:

     تبهرهم الروايات الخياليّة وقصص الأميرات والسحر والمشاهير

يكفي نظرة، أو حركة يد، أو حتى لا شيء على الإطلاق، ليكون لدى المولع الاقتناع الشخصي بأنه محبوب، وقد نجد هذا “النمط السام” في نوادي المعجبين بالمشاهير.

ويتسّم هؤلاء بالتطفّل وبمزاجهم المتقلّب، فتارةً تراهم يعجّون بالأمل وطورًا بالإحباط والكراهيّة، تبهرهم الروايات الخياليّة وقصص الأميرات والسحر والمشاهير.

لحلول للتخلّص من هذه”الأنماط السامة” ا

مهما كان نوع السلوك الضار، يجمع الخبراء الأربعة على ضرورة الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص للتخلّص منهم، “فبمجرد أن تجد نفسها وحيدة، تدرك الشخصية السامة أفعالها وتواجه جروحها”، يقول صموئيل لوباستييه.

           كلما استمعنا إليه، كلما منحناه أهمية أكبر    

إلا أنه في كثير من الأحيان، قد يصعب الانفصال عن بعض “الشخصيات السّامة” لإتقانها لعب دور الضحية بغية الهروب من العقاب. ولكن فرانس بريكارد تصر على ضرورة أن نكون أقوياء ونتجاهلهم وتقول: “كلما استمعنا لهم، كلما منحناهم أهمية أكبر”.

وبينما تشجّع ماريون بليك على المواجهة والمناقشة الصارمة، “لمساهمتها في رسم الحدود” كما تقول، لا يرى لوباستييه ضرورة لإنقاذهم، “فأن تكون متسامحًا ستساهم في محاولة إخفاء اضطراباتهم، فالتواصل غير العدواني هو أفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء، فهو يساعد بالعودة إلى الذات، وتهدئة المشاعر المزعجة، والوقاية من أي نوع من الضغينة”، كما يقول.

المراجع:

“L’Intercommunication” صموئيل ليباستييه :

“Se libérer des relations toxiques” فرانس بريكار:

“J’arrête les relations toxiques” ماريون بليك :

بول ديني: ” “Emprise et satisfaction

المقال السابق
مع بدء العدّ التنازلي للكشف عنه.. ما هي أهم مميزات آيفون ١٥؟
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

"مفترس في هارودز" وثائقي يتهم محمد الفايد باغتصاب موظفات وابتزازهن

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية