في تطور بارز، أعلنت وزارة الداخلية السورية يوم الأربعاء عن إلقاء القبض عل ى تيسير عثمان محفوظ، المسؤول السابق عن قسم الدراسات في “سرية 215” التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق باعتقال وتعذيب مدنيين، وارتكاب جرائم سلب وسطو مسلح.
من هو تيسير عثمان محفوظ؟
تيسير عثمان محفوظ هو ضابط سابق في جهاز المخابرات العسكرية السورية، شغل منصب مسؤول الدراسات في سرية 215، المعروفة أيضًا باسم «سرية المداهمة والاقتحام».
يُعتقد أن محفوظ كان من بين الشخصيات البارزة التي لعبت دورًا محوريًا في إدارة عمليات الاعتقال والتحقيق داخل الفرع.
سرية 215: «الهولوكوست السوري»
تُعد سرية 215 واحدة من أكثر الفروع الأمنية السورية شهرةً بسوء السمعة، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها بعنوان «الهولوكوست السوري» أن الفرع كان مسرحًا لأبشع أساليب التعذيب المنهجي، مما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن خمسة معتقلين يوميًا بسبب التعذيب .
يقع الفرع في حي كفر سوسة بدمشق، وكان يحتوي على ما لا يقل عن 7500 معتقل، تعرضوا لأشكال متعددة من التعذيب، بما في ذلك الضرب المبرح، الصعق الكهربائي، والتعليق لفترات طويلة.
كما أشا ر التقرير إلى أن الفرع كان من أقل الأفرع الأمنية التي ينجو منها المعتقلون، مقارنةً بالأعداد الكبيرة التي كانت تدخل إليه يوميًا.
الاعتقال والتهم
بحسب وزارة الداخلية السورية، فإن تيسير عثمان محفوظ متهم بارتكاب جرائم تتعلق باعتقال وتعذيب مدنيين، بالإضافة إلى جرائم سلب وسطو .
وقال مدير مديرية أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ عن عملية الاعتقال: «وردتنا معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بوجود المجرم تيسير محفوظ في مدينة طرطوس وبالتعاون مع مديرية أمن طرطوس، تمكّنا من تنفيذ كمينٍ محكمٍ أسفر عن إلقاء القبض عليه».
وأضاف أن «المجرم كان يعمل لدى فرع الأمن العسكري 215 (سرية المداهمة)، والمتورط بجرائم حرب ضد المدنيين في العاصمة دمشق، وتحديداً في أحياء المزة وكفرسوسة، بالإضافة إلى مسؤوليته عن تغييب أكثر من 200 شخص، غالبيتهم من أبناء هذين الحيين، في سجون النظام البائد».
احتفالات بالاعتقال
بعد اعتقال محفوظ، خرج أهالي حي المزة بدمشق في مظاهرات تعبيرًا عن فرحتهم بالقبض عليه، معتبرين ذلك خطوة نحو العدالة. من جهة أخرى، طالبت منظمات حقوق الإنسان بمحاكمة عادلة وشفافة لمحفوظ، وضمان عدم إفلاته من العقاب.
وكشف الإعلامي جميل الحسن، المقرب من السلطات السورية الجديدة، أن السرية 215 كانت المعتقل الذي «خرجت بعض صور قيصر منه»، في إشارة إلى دلائل التعذيب الوحشي التي أدت إلى صدور قانون قيصر الأميركي.
وقال عضو من الأمن العام شارك في اعتقال محفوظ «المزة كلها من كبيرها لصغيرها. ابتز عالم ونساء واعتقل الاطفال وطلب الاتاوات والاموال منهم ومن المحلات».
وأضاف: «كان يبتز الأمهات ليقدم معلومات عن أطفالهن المعتقلين ويبقيهم قيد الاعتقال». وأردف: «كان رئيس الدورية (التي تعتقلهم). ما في بيت بالمزة ومداهمات الا وكان على رأسها».