"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

اغتيالات إسرائيل في الجنوب اللبناني تكاد لا تُصدّق

نيوزاليست
الأحد، 21 يناير 2024

اغتيالات إسرائيل في الجنوب اللبناني تكاد لا تُصدّق

حسن صبرا

في الطريق بالسيارة من بلدة كفرا ، الى بلدة حداثا مروراً ببلدة حاريص ، وكلها في قضاء بنت جبيل ، توقفنا في البلدة الاولى عند محل لبيع المواد التموينية ، من صنع الايادي لصاحبته معلمة المدرسة السيدة فاطمة عز الدين ، كانت هذه اول مرة استمع الى ازيز طائرات صهيونية مسيرة بشكل مكثف ، تحدثنا مع المعلمة صاحبة مخزن التموين القروي ، التي ابدت مزيداً من التخوف من ازيز هذه الطائرات ، متوقعةان تستهدف مكاناً ما بين كفرا وياطر ..

كما حصل عدة مرات ,منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة يوم 8/10/2023 مررنا ببلدة حاريص ، وكان الشعور هو نفسه ، في ان الصهاينة يحومون حول هدف ما في المنطقة ، التي هي جزء من القطاع الاوسط وفق تسميات الجيش اللبناني لمناطق الجنوب المحاذية لفلسطين ..

في حداثا كان ازيز الطائرات المسيرة الى تصاعد ، وقد قصدنا مكتب المختار علي منصور ، الذي شرح ان هذه الحالة يومية في سماء المنطقة، وانها لن تهدأ الا بعد ان تقصف هدفاً ما للمقاومة الاسلامية ، والمقصود هنا هو حزب الله .

بين مرورنا في كفرا واستقرارنا في مكتب مختار حداثا نحو اربعين دقيقة، والطائرات الصهيونية كبوم او غراب ينعق ، والجميع يتوقع قصفاً حتمياً لهدف ما ، وكان الكلام حول سيارة رابيد او رباعية الدفع، يركبها اطار مهم في المقاومة ، او دراجة نارية يمتطيها كادر في الحزب ..

ونحن نحتسي الليمون بالكمون ، مشروبي المفضل ، سألني المختار: هل سمعت القصف ؟ اجبته : نعم انه من بعيد …وبعد ثوان امعن فيها المختار في شاشة هاتفه الخلوي قال المختار : لا هو قصف من احدى هذه الطائرات ، ..وربما بعد دقيقة قال المختار وهو يمعن النظر في صفحة هاتفه: انها سيارة مدنيةاحترقت ومعها سيارة رابيد ..وأين عند حاجز للجيش اللبناني يربط بين طرقات كفرا وحاريص وصربين … يا الله : لقد مررنا على هذا الحاجز منذ ثلاثة ارباع الساعة ، وانهالت الانباء سريعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والمواقع المحلية الالكترونية ، وكانت صورالحريق يلتهم السيارة المدنية ثم معلومات عن استهداف اطر في المقاومة ومدنيين في المحيط الذي لا يبعد عن حاجز الجيش اللبناني سوى امتار، تكاد تعتبرها جزءاً من الحاجز.

وبعد ان تقيأت الطائرة الصهيونية ما في جوفها ، هدأت الاصوات ، بل اختفت ، وشعر الصهاينة انهم حققوا هدفهم … لتدفعنا كما كثيرين الى التساؤلات التالية :

١ - اذا كان ابسط فلاح في الجنوب اللبناني ، يعلم ان تحليق الطائرات الصهيونية المسيرة هو دائما ً مقدمة ، لازمة لعدوان يستهدف رمزاً مقاوماً او اكثر ، اليس منطقياً ان كل رموز المقاومة يعلمون ذلك ؟ فماذا فعلوا عندما كان كل من في القرى التي تحوم فوقها هذه الطائرات.. يتهيبون مما ستفعله ، ويتخذون ما يعتبرونه احتياطات اعتادوا عليها في مثل هذه الحالات ؟

-٢-ما هو الشيء الذي يستدعي ان يظل قياديو حزب الله في حركة دائمة ، خصوصاً اثناء تحليق طائرات العدو في سماء القرى ، ولا تبتعد إلا بعد ان تفرغ صواريخها ضد هدف على الارض ؟ اليس ممكناً ابتداع طرق جديدة للتحرك اللازم ، بعيداً عن اعين العدو؟

٣-هل كشفت المقاومة الاسلامية ،حيث تعمل في كل قرى الجنوب، جاسوساً واحداً يعمل لمصلحة العدو ، وقدمته للإعلام ، فلربما تنبه سكان القرى الى كيفية اختيار العدو لمخبريه ، وكيف ينجح. في تجنيدهم ، ليكون الناس مساعدين له في حصار هؤلاء، ومنعهم من تزويده بما يحتاجه من معلومات عن المجاهدين الذي يرصدهم لقتلهم ؟

٤- اين جهاز الامن الوقائي في حزب الله ، الذي يحمي القيادات الميدانية ، بدل تركهم عراة امام صواريخ العدو ؟

٥- قال السيد حسن نصر الله منذ شهرين تقريباً ، ان امر المواجهة ضد العدو متروك للميدان ، ومنذ ذلك الاعلان ، اصطاد العدو عدداً غير مسبوق من قيادات الحزب الميدانية ، فهل هناك تنبه لهذا الامر ؟، وهل هناك ربط بين الاثنين ؟

٥- ليس خافياً على احد ان العدو الصهيوني يملك احدث اجهزة الاستخبارات والتنصت ، وان هذه الاجهزة تمكنه من تنفيذ اجرامه بكل دقة ، اين هي اجهزة المتابعة في الحزب لأدوات العدو الإرعابية ،؟ هل هناك تقصير او قصور او تبلد عن متابعة هذه الادوات ؟

٦- ألم يحن الاوان لوقفة امنية من حزب الله ليتكيف مع اسلوب العدو الهمجيه في اصطياد قيادات الحزب ، الذي ان استمر على هذه الوتيرة فهو كفيل بشل عمل الحزب ، او على الاقل ، سيسلم المبادرة للعدو الصهيوني كي يفرض منطقه واسلوبه الهجومي ، ويترك المقاومة في حالة دفاع ، بدلاً من ان تكون هي المبادرة والمهاجمة ، وهي التي تقرض منطقها !

الشراع

المقال السابق
"صهر طرابلس خط أحمر"
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

مريم مجدولين اللحام...قصة إعلامية هدرت "الممانعة" دمها برعاية قضائية!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية