قال عضو الحزب الديمقراطي الأميركي الدكتور عبد الله الشمري إن ما يظهر في صورة منافسة تقوم بها الصين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط يأتي ضمن خطة لواشنطن، التي بات خيارها الإستراتيجي الانسحاب من المنطقة، وهو الخيار الذي سيولد فراغا يجب أن تسده جهة يمكن لواشنطن إدارتها.
وأضاف في حديثه لحلقة (2023/3/21) من برنامج “الاتجاه المعاكس” أن “الصين منافس صُنع في أميركا، ولا يمكن لها أن تخطو خطوة إلا بموافقة واشنطن، ولولا ضوء أخضر أعطته لم يكن لها أن تصل إلى ما وصلت إليه”، لافتا إلى أن الإستراتيجية الأميركية تقوم على تهيئة منافس تحت سيطرتها لتحقيق أهدافها من خلال حضوره.
وأضاف “لا زلنا نعيش زمن القطبية الأحادية، وستستمر 50 عاما على الأقل، والعزاء الوحيد أن هذا القطب (الولايات المتحدة) بنيته نظام تعددي، لكن النظام الذي يزعم البعض منافسته لأميركا نظام استبدادي”.
ودلل الشمري على قناعته تلك بما يراه من تصدر الولايات المتحدة في جميع المجالات، حيث تعكس المؤشرات الاقتصادية وأرقامها ذلك بوضوح، حسب تقديراته، وكذلك في المجالات العسكرية والدبلوماسية، إضافة إلى السياسة، كما أن واشنطن مسيطرة على القرار السياسي العالمي.
لا مؤشرات كما لا يجد الشمري أي مؤشر يجعل الصين منافسا للولايات المتحدة، مستدركا أنه “من الممكن أن تكون كذلك لكنها منافس صُنع في أميركا، مثل شركة هواوي التي تصارع الآن من أجل البقاء بعد أن كانت في المقدمة”.
ورأى أن الصين إذا كانت تريد أن يكون لها شأن حقيقي لا بد أن تحرر محيطها الإقليمي كما فعلت أميركا، وتفرض سيطرتها على تايوان وهونغ كونغ، وتحرر جزرها من اليابان والفلبين، وتفرض نفوذها على بحر الصين الذي بات ملعبا للأساطيل الأميركية، حسب تعبيره.
وفي سياق المقارنة، ذكر الشمري أن نسبة البطالة في الصين ارتفعت خلال 30 عاما من 2.5% إلى 6.4%، في حين تراجعت نسبة البطالة في أميركا من 5.4% إلى 4.6%، وفي حين يزيد عدد القواعد العسكرية الأميركية على 1200 قاعدة، لا تملك الصين سوى قاعدة واحدة في جيبوتي، وأخرى في الإمارات، تبين لاحقا أنها لوجيستية لخدمة المصالح الأميركية.