كسرت المجازر التي ترتكبها اسرائيل، منذ عملية “طوفان الأقصى”، بحق الفلسطينيين حاجز المسافات، فالتحم الآلاف في تظاهرات منددة بما يحصل، على وقع دعوات مجموعة من الخبراء المستقلين التابعين للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لأن الوقت ينفد بالنسبة للفلسطينيين هناك الذين يتعرضون لـ”خطر الإبادة الجماعية على نحو كبير”.
وفيما تسعى واشنطن إلى إقناع إسرائيل بقبول هدنات إنسانية، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن، تستضيف فرنسا مؤتمرا إغاثيا دوليا حول غزة في التاسع من نوفمبر الجاري في إطار سعيها لتنسيق المساعدات للقطاع المحاصر بالنار منذ شهر.
لم تمر “تغطية” أميركا وبقية دول الغرب لاجرام يتنقل بين الأحياء في غزة، إذ انتفض المعارضون لسفك الدماء بضوء دولهم وجابوا الشوارع للتنديد بما يمارس بحق العزل، فقد لطخ متظاهرون سور وأبواب البيت الأبيض بالطلاء الأحمر، تعبيرا عن مناهضتهم للحملة العسكرية العنيفة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، شوهد المتظاهرون في واشنطن يحاولون تسلق بوابات البيت الأبيض الحديدية، وهم يطلقون عبارات تندد بدعم الرئيس الأميركي جو بايدن المطلق لإسرائيل.
وتجمع آلاف المحتجين في واشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حاملين الأعلام الفلسطينية، ومنددين بالضوء الأخضر التي تعطيه الولايات المتحدة لإسرائيل.
وهتف المتظاهرون في واشنطن قائلين: “بايدن.. بايدن، لا يمكنك الاختباء، لقد اشتركت في الإبادة الجماعية”.
وحمل المتظاهرون لافتات عليها شعارات مثل “حياة الفلسطينيين مهمة”، و”دعوا غزة تعيش”، و”دماؤهم على أيديكم”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الأميركية رفض مطالب لضم صوتها إلى الدعوات لوقف شامل لإطلاق النار، وتطالب بهدنة إنسانية قصيرة.
وأطلق نشطاء على الاحتجاج اسم “مسيرة وطنية إلى واشنطن: فلسطين حرة”، ونظموا حافلات إلى العاصمة الأميركية من أنحاء البلاد لتجمع المحتجين، حسبما قال تحالف “آنسر” المناهض للحروب والعنصرية.
وتعد المظاهرة من بين أكبر التجمعات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة، ومن بين أكبر التجمعات لأي قضية في واشنطن في السنوات القليلة الماضية.
وفي السياق،نظم آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين مظاهرات في لندن وبرلين وباريس وأنقرة وإسطنبول وواشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الحرية لفلسطين” وهتفوا “أوقفوا إطلاق النار الآن” و”بالآلاف وبالملايين كلنا فلسطينيون”.
وشهدت باريس تظاهرات حاشدة، حيث سار آلاف المحتجين في وسط العاصمة للمطالبة بوقف إطلاق النار رافعين لافتات كتب عليها “أوقفوا دائرة العنف” و”عدم فعل شيء، وعدم قول شيء، يعني التواطؤ”.
وكان هذا أحد التجمعات الكبيرة الأولى لدعم الفلسطينيين التي سمحت السلطات بتنظيمها بشكل قانوني في باريس منذ شن حماس هجومها على إسرائيل.
