عادت حادثة الطيونة بقوة إلى الأذهان، عندما حاول مؤخرًا شبان من “حزب الله” رفع راية الحسين في ذكرى عاشوراء قرب حائط كنيسة للطائفة الأرمنية في منطقة برج حمود مع إطلاق هتافات “شيعة شيعة”.
وأشارت المركزية نقلًا عن مصادر في منطقة برج حمود إلى وقوع حادثتين، الأولى في 12 تموز الحالي، على خلفية منع عناصر مسلحة دخول سكان إحدى البنايات إلى منازلهم بعدما وضع عناصر من الثنائي حواجز بحجة إقامة احتفالات ذكرى عاشوراء، مما أدى إلى تفاقم حالة الإحتقان وإلى صدم شاب شيعي لآخر أرمني تبعه عراك بالأيدي مما أدى إلى تدخل “الوسطاء والمصلحين”. إلا أن المواطن الشيعي عمد إلى استقدام عشرات المسلحين على دراجاتهم النارية من خارج المنطقة واقتحموا نادي “نيكول تومان” التابع لحزب الطاشناق كما اعتدوا على كنيسة السيدة للأرمن الأرثوذكس التي تقع على بعد أمتار محدودة من مخفر قوى الأمن الداخلي. ولم يكتف المعتدون بهذه الممارسات بل عمدوا إلى إطلاق شعارات “شيعة شيعة” وأطلقوا النار في الهواء.
أما الحادثة الثانية، فقد وقعت في اليوم التالي لكن هذه المرة بين “جارين” وأسفرت عن سقوط قتيل يدعى ربيع دغلاوي، و”الحادث فردي بامتياز”، بحسب المصادر التي توضح أن القتيل من الطائفة المسيحية وشقيقه يدعى جان لكنه تشيّع.
أما أسباب الخلاف فتعود إلى إشكال بين أولاد ربيع وهوفيك نتيجة إطلاق أحدهم كلمات نابية وكان في حال من السكر الشديد. وعندما حاولت عناص ر من حركة أمل التدخل بهدف الفصل بين المتخاصمين حصل إطلاق نار أصيب على أثره ربيع برصاصة في عينه وما لبث أن فارق الحياة في اليوم التالي.
“إلا أن الخلاف منفصل تماما عن إشكالية الإعتداءات التي تمارسها جماعات مسلحة تابعة للثنائي الشيعي”، تقول المصادر للمركزية.
وأعربت هذه المصادر عن خشيتها من “أن تتكرر الحوادث الفردية التي تفتعلها الجماعات المسلحة خصوصا أنها تمددت إلى داخل منطقة برج حمود التي تشكل قلعة الأرمن وحزب الطاشناق، إلا أن عدم الإمساك بالأمن فتح الشهية لتكرار مثل هذه الحوادث مع عناصر تابعة للثنائي وتسبب ذلك في تململ وامتعاض، وهذا ما تجلى في الإنتخابات النيابية الأخيرة والتي كشفت عن نسبة تراجع التصويت لدى أبناء الطائفة الأرمنية في منطقة المتن الشمالي”.
وتختم “بالتأكيد على أن الرادع الوحيد لهذه الحوادث هو الجيش اللبناني ولنا ملء الثقة بالقيادة التي ترفض وقوع أي حوادث ذات طابع طائفي لكن الأهم أن تستعيد الطائفة الأرمنية ثقتها بحزب الطاشناق لأنه المرجعية الأولى والأخيرة في منطقة برج حمود.”