"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"ع السكين يا بطيخ"

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 21 يوليو 2024

قبل أيّام شكلت أجهزة الدعاية التابعة ل”حزب الله” أو “المتعاطفة” معه، حملة سخرية على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد “البهدلة” التي “أكلها” في جلسة استجواب عقدها الكنيست الإسرائيلي. وعلى الرغم من أنّ نظرتنا سلبية الى هذه الشخصية الإسرائيلية المتطرفة والظالمة والإنتهازية والعرقية والمنحرفة والإجرامية، إلّا أنّني، وجدت نفسي، إنطلاقًا من واقعنا اللبناني، تلعي!

لعيان النفس يعود، ببساطة، إلى أنّ هذه المجموعة الموالية ل”حزب الله” أو المتعاطفة معه، تصدّق أنّها تملك الأحقية لاستغلال “حق الكلام” و”حق المعارضة” و”حق التظاهر” و”حق التصويت” و”حق المحاسبة” لدى العدو للنيل من شخصية تقود الحرب المتعددة الجبهات، في حين أنّ هؤلاء الشامتين يتناسون أنّهم ينتمون الى دولة يصادر فيها رجل واحد، وهو الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله، القرار، حارمًا الحكومة، على الرغم من أنّها ألعوبته، ومجلس النواب، على الرغم من أنّه يسيطر على رئاسته، و وسائل الإعلام، على الرغم من أنها محمية بالدستور والقوانين، ورجال الدين والسياسة، على الرغم من أنّهم محكومون بالدفاع عن الصالح العام، من حق توجيه أيّ سؤال له، عمّا يفعله، وعن الخسائر التي يتسبب بها، وعن المخاطر التي يجذبها، وعن الكوارث التي يراكمها!

نتنياهو “يتبهدل”، هذا صحيح، ولكنّ ما يتعرّض له، ولسوء حظنا، يشرّف الدولة التي يترأس حكومتها، في حين أنّ نصرالله، ومن موقع ما يتحصّن فيه يطل على شاشة “مختارة”، فلا يقبل سؤالًا، ولا نقاشًا، ولا شريكًا. من برجه العاجي، يُبهدل، يفتي، يهدد، يسخر، يروي، يحكم، ويأمر. مناقشة نصرالله محظورة. إن رفع أحدهم الصوت، تمّ نسبه فورًا الى العدو، وخرج من يقول له: “تحسس رقبتك”.

بطبيعة الحال، لا نسأل أن يصبح نجيب ميقاتي “رجل دولة”، ولا أن يتمرد نبيه بري على “الهزيمة التاريخية”، ولا أن يخرج علينا الجيش اللبناني، أقّله ببيانات تشرح لنا ما يحصل في بلادنا وضد بلادنا، ولا أن تطلب أجهزة المخابرات، وما أكثرها، من الشعب أن يبتعد عن أماكن محددة، بسبب مخاطرها، كما هي عليه الحال في محيط عدلون الجنوبية، حيث حصل “شيء جلل” ممنوع على اللبنانيين الذين تضرروا و”انرعبوا” أن يعرفوا ماهيته إلا على لسان الجيش الإسرائيلي حيث أكد انه استهدف مخزنين لذخائر “حزب الله” وأسلحته.

وبطبيعة الحال، لا نسأل أيضًا أن يتم تفعيل الديموقراطية اللبنانية التي هي نظريًّا أفضل بأشواط من الديموقراطية الإسرائيلية، لأن النظام اللبناني يقوم، نظريًّا، على احترام التنوع، في حين تقوم الديموقراطية الإسرائيلية، على قمع التنوّع، ولكنّنا، نحتاج، في ظل هذا الإغتصاب المتمادي ل”حق المعارضة” و”حق المساءلة”، و”حق الدولة” و”حق التنوّع” و”حق الحياة” ، أن نكف عن السخرية على من يستعملون هذه الحقوق ويخضعون لها، لأنّ الأصل في محاربة العدو، حتى نحقق عليه انتصارًا على المدى الطويل، أن نكون أفضل منه لا أن نعتبر رزائلنا الكثيرة فضائل فائضة!

نحن نعرف أننا ننتمي الى بلد يعيش وفق قاعدة “عَ السكين يا بطيخ” ولكننا لا نريد أن يلقى كل البلد مصير “بطيخ” عدلون!

المقال السابق
أمين معلوف يجول في "متاهة الضائعين" في الشرق والغرب و...يحلم!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

"حزب الله" خسِر وخسّرنا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية