"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

61 % من اللبنانيين "يستميتون" للهجرة.. ماذا عن "قوارب الموت"؟!

نيوزاليست
السبت، 17 يونيو 2023

تتوزّع قوارب الموت من لبنان في عرض المياه الإقليمية، وباتت الهجرة حلماً على الرغم من المصير المجهول، إلا أن اللبنانيين كما اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، يختارون زوارقه كملجأ للهروب “غير المضمون”، فيحزمون آمالهم، بعد أن ضاقت بهم سبل الأرض، ويطلقون العنان عبر نحو الهجرة القسرية بمخاطرها، علّ فرصة النجاة تكون خلف البحار، إن نجوا من أمواجه أو التوقيف لدخولهم عنوة الى البلدان المنشودة هناك عبر “مراكب الموت”.

في تقرير حول قضية الهجرة غير الشرعية في لبنان، نقلت مجلة “The Economist” البريطانية في قصة نادر يوسف، ابن الـ31 عاماً، الذي قرر مغادرة لبنان عن طريق البحر برفقة 410 أشخاص آخرين في رحلة استغرقت ثمانية أيام إلى إيطاليا.

وبحسب المجلة، “لم يعد يوسف، الذي كان يعمل كسائق توصيل، قادراً على تحمل إيجار منزله الذي يبلغ 100 دولار أميركي شهرياً وذلك بعد أن أصبح راتبه الذي يتقاضاه بالعملة المحلية أدنى بكثير مما كان عليه قبل عامين. وبعد تخلفه عن دفع الإيجار، تم طرده وزوجته الحامل وأطفاله الخمسة من المنزل، اثنين منهما حالتهما خطرة.

مدفوعاً بالاكتئاب واليأس، قام يوسف ببيع شاحنته مقابل 4000 دولار أميركي، واقترض 2000 دولار ودفع المبلغ لمهرّب بهدف إيصاله إلى أوروبا، إلا أن يوسف غادر وحده، واتصل بزوجته من القارب قائلاً لها: “أرجوك سامحيني، لم يكن لدي خيار آخر، وها قد أصبح يوسف اليوم في ألمانيا”.

ووفق المجلة، فإن “معظم الذين يغادرون شواطئ لبنان بشكل غير قانوني هم من الجنسية السورية، وارتفع العدد الإجمالي لطالبي اللجوء بشكل غير قانوني إلى عشرة أضعاف خلال أربع سنوات، وذلك بحسب أرقام الجيش، هو الذي يسعى إلى إيقاف هذه العمليات، كما وتضاعفت نسبة القادمين من لبنان 12 % عام 2021 إلى 24% عام 2022”.

يدفع التضخم، والانهيار الاقتصادي، وانهيار الخدمات العامة، المزيد من اللبنانيين إلى مغادرة بلدهم بطريقة غير شرعية. ووفقًا لاستطلاع حديث، قال 61% منهم إنهم يرغبون في العيش أو العمل في الخارج، بحسب المجلة، التي نقلت عن زكريا عبد الرحمن، قبطان قارب يبلغ من العمر 60 عامًا قوله: “يأتي الناس إلى هنا كل يوم بحثًا عن شخص ما لينقلهم بعيداً عن أرضهم”.

قبل سبع سنوات، كان عبد الرحمن يتقاضى ما بين 1000 و2000 دولار عن كل طالب لجوء سوري الجنسية وذلك لإيصالهم إلى قبرص في رحلة تستغرق 14 ساعة، إلا أن الأمر لم يعد كما في السابق، ففي عام 2020، اتفق لبنان وقبرص على أنه سيتم إعادة الوافدين غير النظاميين بسرعة. لذلك، فإن معظم القوارب التي تغادر لبنان بشكل غير قانوني تتجه الآن إلى إيطاليا، على مسافة أبعد بعشر مرات.

وبحسب المجلة، “في عام 2019، لقي ستة أشخاص حتفهم وهم يحاولون الوصول إلى قبرص المجاورة. أما في العام الماضي، فلقي 157 شخصاً على الأقل حتفهم وهم يحاولون الوصول إلى أقصى الغرب. ويخشى أحد خبراء الهجرة من أن يصل عدد القتلى هذا العام إلى 400”، لافتة إلى أن “الخطر أصبح الآن على المهربين الذين يفضلون البقاء في أوروبا على أن يتم القبض عليهم”.

المقال السابق
بعد تأسيسه لكسر هيمنة العملة الخضراء.. كيف بات مصير بنك صيني مرهونا بالدولار؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يرسم طريق عبور السلاح من سوريا الى "حزب الله

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية