فاقم الجمود السياسي والقصور في الحكم، بالإضافة إلى تأثيرات جائحة “كورونا” من أزمة لبنان الحادة في على مستوى الأمن الغذائي التي بدأت منذ تشرين الاول 2019، جراء الأزمة الإقتصاديّة والماليّة غير المسبوقة.
وصلت أزمة عدم الأمن الغذائي في لبنان إلى مستوى حرج، وسط توقعات بأن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في أزمة إلى 2.26 مليون شخص ما يمثّل 42 % من السكان المحللين، وأن يزيد عدد الأشخاص الذين يواجهون حالة طوارئ غذائية من 306 آلاف شخص إلى 354 ألف شخص، وذلك بحسب التقرير العالمي السابع لـ” الشبكة العالمية ضد الأزمات الغذائية” و”شبكة معلومات الأمن الغذائي” لعام 2023.
كشف التقرير “أنّ حوالى 1.98 مليون مقيم لبناني ولاجئ سوري (1.29 مليون لبناني مقابل 0.70 مليون سوري) واجهوا أزمة غذائيّة حادّة أو أسوأ (IPC المرحلة 3 أو أعلى) بين شهري أيلول وكانون الأوّل 2022، بما في ذلك أكثر من 300،000 شخص في حالة طوارئ (IPC المرحلة 4).
وتوقّع التقرير بأن تتدهور حالة عدم الأمن الغذائي الحاد لكل من المجموعتين السكانيّتين في الفترة الممتدة بين كانون الثاني ونيسان 2023، حيث من المتوقّع بأن يرتفع عدد الأشخاص ال ذين يعيشون في مرحلة 3 أو أعلى من IPC/CH إلى 2.26 مليون شخص (من بينهم 1.46 مليون لبناني و0.8 مليون سوري)، ما يمثل 42 % من السكان المحللين، مع توقعات أن يزيد عدد الأشخاص الذين يواجهون مرحلة 4 من IPC/CH من 306 آلاف شخص إلى 354 ألف شخص.
وكشف أنّ أعلى تَرَكّز لسكان لبنانيين يواجهون حالة عدم الأمن الغذائي كان في أربع مناطق هي: شمال عكار، بعلبك، الهرمل والمنية-الضنية، حيث يواجه أكثر من 50% من السكان المحلّيين مرحلة 3 أو أعلى من IPC/CH.
ويعد التضخّم الشديد والمتزايد في لبنان نتيجة لعدة عوامل مثل تدهور سعر الصرف في السوق الموازي، والزيادة السريعة في النقد المتداول، وإلغاء الدعم عن المنتجات الغذائية وغير الغذائية. وأدى هذا التضخّم إلى آثار كارثية على السكان اللبنانيّين وعائلات اللاجئين السوريين، مما جعل من الصعب عليهم تحمّل كلفة الإحتياجات الأساسيّة.
ووفقا للتقرير، فإن أزمة عدم الأمن الغذائي في لبنان وصلت إلى مستوى حَرِج، خاصةً بالنسبة للفئات الضعيفة مثل اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف حرجة ويعتمدون بشدة على المساعدات.
وخلص التقرير الى أنه ستستمر أزمة عدم الأمن الغذائي الحادة في لبنان ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المشاكل الإقتصادية وتلك المتعلّقة بالحوكمة. وعليه، يجب على المجتمع الدولي أن يؤدي دورا حاسما في توفير المساعدة الإنسانية ودعم جهود البلاد لتحقيق استقرار اقتصادي وتعزيز الحوكمة الجّيدة.