"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

14 آذار.. "الثورة تأكل ابناءها"!

الثلاثاء، 14 مارس 2023

قدر “14 آذار” 2005، أن تتحول الى ذكرى “روح متمردة” لن تتكرر، أفل نجمها سياسياً، لكنه بقيت علامة فارقة وشعلة حرية، اتقدت في مثل ذاك اليوم.. ومن ثم تقهقرت وهمدت و انطفأت مع مرور زمن المصالح الشخصية والسياسية والحزبية، بفعل تفكك مكونات تلك الانتفاضة التاريخية، التي لم تُمح رمزيتها من الذاكرة الشعبية اللبنانية.

مشهدية ذاك اليوم المفصلي، الذي أعقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أفضت، إلى ما أفضت، الى خروج الجيش السوري من لبنان، ورسم خارطة سياسية جديدة على الساحة اللبنانية، وتنشق عبق وحدة اللبنانيين، ووضوح قضيتهم الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب، ولجميع الحواجز والحسابات الضيقة.

العبرة لمن أعتبر، وانخرط في أكبر حشد شعبي في تاريخ لبنان، إنتصاراً لإرادة التغيير في ساحة الحرية، وتمجيداً للإستقلال الثاني، الذي ما كان ليتحقّق لولا وحدة المنضوين تحت لوائه، رفضاً لخطاب “حزب الله”، أو ما عرف لاحقاً بـ”قوى 8 آذار” الشاكر لسوريا.

غير انه سرعان ما تفكّكت تلك الصورة اللبنانية “الفريدة”، وبقيت صور التحرّكات والاعتصامات والمسيرات كما الشعارات، أطلال ثورة “أكلت ابناءها”، وأنقلبت على أهدافها. وعاد السياسيون الى التقوقع والتمترس، في دهاليز مصالحهم، وأفشلوا إرادة شعب، رفع حينها علماً واحداً، وهبّ روحاً وقلباً ينبض بـ “ثورة الأرز”، للتخلص من أدوات وصاية مقيتة مزمنة، لا تزال جاثمة فوق صدره، تمعن في نحره و قتل أحلامه و تحويلها الى كوابيس جهنمية.

انكفأ الثوار وعادوا بأغلبيتهم الى أحضان أحزابهم، فتاهت “14 آذار” في بحر السياسية البغيضة، ما أعطى حجة وسبيلاً، لاستفحال هيمنة “حزب الله” ومشروعه على مؤسسات الدولة.

في 14 آذار من كل عام تتراءى شعارات لا يزال يتردد صداها حيّاً، لتؤكد، رغم كل شيئ، أنها لا تزال صالحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لرفعها بوجه وصاية السلاح، واستخدامها من أجل العبور إلى الدولة.. لكن “على من تقرأ مزاميرك يا داوود”؟!.

من 14 آذار إلى 14 آذار.. “ينذكر لينعاد”!

المقال السابق
"حزب الله" ورّط لبنان بحرب ضد السعوديّة بتكليف إيراني فهل يُكافئة "اتفاق بكين" أو "يروّضه"؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية