"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

حتى لا يقع الإعلام ضحيّة معركة "ترئيس" فرنجيّة!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 11 مايو 2023

في اليوم الذي تضع فيه المعركة الرئاسيّة أوزارها، ويتعانق السياسيّون المتخاصمون ويقفون في صفوف طويلة لتهنئة رئيس الجمهوريّة الجديد، سيشهد لبنان تشييعًا صامتًا لضحية هذه المعركة: الصدقية الصحافيّة والإعلامية.

لا مبالغة في استشراف هذا المصير الأسود لغالبية وسائل الإعلام اللبنانية ولكثير من العاملين فيها، إذ إنّ هذه الوسائل وهؤلاء العاملين فيها يخوضون المعركة الرئاسية بالنيابة عن القوى السياسية.

من دون شك، هناك مشكلة حقيقية لدى مجموعات لبنانيّة وازنة في إمكان وصول رئيس “تيّار المردة” الى القصر الجمهوري، ومن بين هذه المجموعات يقف إعلاميّون وصحافيّون في الطليعة.

ومن دون شك أيضًا أنّ من حق هؤلاء الرافضين لفرنجية أن يعبّروا عن مواقفهم، بشتى الوسائل المشروعة، وأن يبذلوا جهودهم في إطار محاولات منع وصوله الى القصر الجمهوري.

المشكلة لا تكمن لا في تحليلات هؤلاء ولا في مواقفهم ولا في رغباتهم، فهذه بديهيّة. المشكلة الحقيقيّة تكمن في إلباس هذه القناعة ثوب معلوماتي وإخباري، بحيث تنشط آلة إعلامية وصحافية في توزيع معلومات مزيّفة، بنشر معطيات، سرعان ما يتم الكشف عن زيفها، تتعلّق بمواقف فرنسا والسعودية والبطريركية المارونية وغيرها، من سليمان فرنجية الذي تمّ الزعم بالتخلّي عنه، مرارًا، وبسحبه من المعركة، تكرارًا.

ما يتم بثّه ونشره على أساس أنّه معلومات عمّا يحصل في الكواليس لا يتعدّى، في الواقع، رغبات هؤلاء الإعلاميين والصحافيين الذين لا تتطابق الوقائع مع أمنياتهم و”رغبات” مموّليهم.

في الأيّام الأخيرة، تبيّن أنّ ما يحصل ليس نتاج “أخطاء معلوماتية” بل وليد منهجية دعائية.

كنّا نتمنّى أن تنحصر هذه السلوكية “التضليليّة” بالجيوش الإلكترونيّة ولا تتمدّد الى الإعلام، لأنّ تداعياتها على الحاضر كما على المستقبل خطرة جدًّا.

وعليه، لا بدّ من استدراك هذا الواقع، بسرعة، لأنّ مستقبل الإعلام يشرق إذا تراكمت مصداقيته ويسقط إذا تكاثرت أضاليله!

المقال السابق
معاذ فريحات/ كيف غيرت الحرب خارطة سوريا الديمغرافية؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

ما بعد..السيّد!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية