"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

أزعور مرشح جدّي أم ورقة للحرق؟

علي حمادة
الاثنين، 29 مايو 2023

فجأة، صار الوزير السابق ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، في طليعة المرشحين للرئاسة الذي يمكن ان يتم الاتفاق النهائي على دعمه، من قبل نواب المعارضة ومعها الكتل البرلمانية المسيحية الكبرى في البرلمان، كبديل عن الوزير السابق سليمان فرنجية، الذي يحظى بدعم “الثنائي الشيعي”.

اختيار ازعور كمرشح، لا يأتي من باب دفع الرئيس نبيه بري الى فتح مجلس النواب، وافساح المجال لكي يحصل تنافس بين مرشحين، بل ان الهدف الاول لاختيار ازعور، هو ان يكون مرشح تسوية مع “الثنائي الشيعي “. فالرجل لا يبدو في وارد القبول بالترشيح، بهدف احراق ورقة فرنجية حصرا، ووضعه في مواجهة “الثنائي الشيعي”.

فهو ليس رجل مواجهة، بل انه يطمح الى الرئاسة، على أساس ان يكون الرجل، الذي سيقع عليه اختيار القوى الرئيسية في مجلس النواب، بما يمنحه مروحة دعم واسعة من “حزب الله” الى “القوات اللبنانية”، مرورا بمعظم الكتل الكبرى.

اما ان يكون الاسم الذي سيتم التعويل عليه لمهمة واحدة، ألا هي اسقاط ترشيح فرنجية، اما مباشرة او من خلال افهام الأخير، انه لن يمر ولن تنتخبه القوى المسيحية الكبرى مهما حصل، فهذا ما لن يقبل به.

فالسيناريو الذي يخشاه أزعور اكثر، هو ان يستخدم في معارك داخلية ضمن الصف الواحد، مثل ان يسميه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بهدف محاصرة “طموحات” خصومه في التيار، الذين يميلون الى ترشيح النائب إبراهيم كنعان. وعلاقات الأخير بباسيل اقل ما يقال فيها انها ليست “صحّية”. باسيل يعرف ان مجرد اعتماد اسم كنعان كمرشح يعتمده التيار، وحتى من دون ان يصل الى حد نيل ترشيح المعارضة و الكتلتين المسيحيتين الاخريين، يخلق وضعا داخل التيار يهدد مرجعيته، كوريث معلن للمؤسس الرئيس السابق ميشال عون. هذا ما يستبعد ان يحصل.

فالمناورة التي قام بها النائب الان عون قبل عدة أيام، من خلال إعلانه موقفا من خارج الاجماع داخل التيار، يعتبر ان “التيار الوطني الحر”، لن يسير مع المعارضة سوى بإسم من داخل التيار، لا يشكل تحديا لاحد، مثلت في مكان ما تحديا لسلطة باسيل، فيما لا يزال الرئيس ميشال عون موجودا؟ فما بالك اذا غاب عن الساحة؟ ولذلك يحتاج باسيل الى العمل بسرعة، لضبط المتفلتين من قبضته داخل التيار .

بالعودة الى جهاد أزعور. انه مرشح جدي، لكنه ليس وحده. فثمة مرشحين جديين آخرين في المقعد الخلفي، ينتظرون ان تحترق ورقته جراء المناورات، التي ستتكاثر بداية ضمن القوى التي تسعى الى اسقاط ترشيح فرنجية، وصولا الى الموقف الذي يمكن ان يتخذه “الثنائي الشيعي”، فيعلن تمسكه النهائي بترشيح فرنجية. عندها لن نتفاجأ اذا ما آثر أزعور الخروج من اللعبة، لانه لا يريد ان يكون مرشح مواجهة، و لو ضمن اللعبة الديموقراطية في مجلس النواب، لانه يعرف انه حتى لو تأمن له ما يكفي من الأصوات، لكي ينتقل الى الدورة الثانية (ولم يتم تطيير النصاب) وفاز بالأكثرية البسيطة، فقد يصبح في مرمى “الثنائي الشيعي”، الذي قد لا يقبل بمنطق حكم الأكثرية في مجلس النواب. وأزعور لا يرى نفسه مستعدا، لان يخوض معركة يعرف اين تبدأ، و لكنه يجهل اين تنتهي .

ان ترشيح المعارضة والكتل المسيحية جهاد أزعور، محاولة جيدة لكنها تقوم على “فلسفة غريبة”، مفادها ان تأخذ المعارضة وحدها على عاتقها تأمين التوافق، فيما يتمسك “الثنائي الشيعي” بمنطق التحدي!

المقال السابق
نائب لبناني يتوقع انتخاب رئيس للجمهورية في غضون أسبوعين

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

لماذا طالب جميل السيد بملاحقة وئام وهاب؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية