لا صوت يعلو فوق دوي الدولار في لبنان، الذ ي خرق جدار الصوت النقدي، وانهارت أمامه الليرة اللبنانية “العليلة”، بعد تجاوز كل السقوف والخطوط، وحلق على إرتفاع 107 آلاف ليرة ليلحقه دولار “صيرفة” و يلامس ال 80 ألفاً. جنون “رسمي” سياسي ونقدي وإقتصادي، يفلت الدولار من عقاله، وسط أنين شعبي، يصم المسؤولون آذانهم عن سماعه، ويتمادون في إفقاره وتجويعه، من دون ان يرف لهم جفن.
يستفيق فقراء لبنان على كوارث يومية، تطاول كل الأشياء بفعل جنون الدولار، الذي ينسحب سريعاً على الرغيف و المحروقات والإتصالات، خصوصاً بعد بدعة “الدولرة” التي قضت على ما تبقى من “قروشهم”، بفعل جشع التجار الذين، لا يكتفون بالتسعير بحسب السوق السوداء، إنما يتبادلون أيضاً في رفع الأسعار بالدولار بحسب “بورصتهم” الشخصية.. بلا حسيب اورقيب أو وازع.. ومن يحزنون!
مصدر إقتصادي مطلع، كشف ل” نيوزاليست”، ان آخر الإحصاءات غير الرسمية، تشي بأرقام صادمة، إذ وصل عدد اللبنانيين تحت خط فقر الى نحو 90%، والله أعلم كيف يتدبرون أمورهم”.
وأكد أن “لا سقف لارتفاع الدولار، في ظل هذا الواقع المتردي على كافة الصعد وفي مقدمها إنسداد الأفق السياسي، ووجود مافيات الدولار والمضاربين غير الشرعيين المحميين من السياسيين ومصرف لبنان، فضلاً عن الطلب الكبير على الدولار لشراء لزوم الاس تهلاك العام”. وحذر من “تفاقم الاوضاع في ظل تمنع المصرف المركزي، عن التدخل في السوق المبيعات والشراء، عبر ضخ الدولارات او ضبط سعر الصرف، تنفيذاً لأجندة سياسية معروفة”.